وفي ما يخص الأزمة الليبية أكد المجتمعون مجددا الاعتراف بالمجلس الرئاسي واعتباره الممثل الشرعي الوحيد ويحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة ،حيث أكد البيان الصادر عن المؤتمر أن المجتمع الدولي على كامل الجاهزية لتلبية احتياجات وطلبات حكومة السراج خاصة في ما يتعلق بمحاربة «داعش» الإرهابي من خلال ضبط الحكومة لنوعية الأسلحة، وكانت الولايات المتحدة عبّرت عن استعدادها لمساندة ودعم تخفيف حظر بيع الأسلحة إلى ليبيا بعد مصادقة مجلس الأمن الدولي.
ويرى خبراء بأن اتجاه القوى الكبرى لتأييد دعوات رفع حظر بيع الأسلحة لليبيا ولو تدريجيا إنما جاء بعد ثبوت وصول شحنات أسلحة وذخيرة كبيرة لقوات الجنرال حفتر شرق البلاد، الشيء الذي شجّع الأخير بالزحف نحو سرت والوادي الأحمر الخط الفاصل بين شرق وغرب ليبيا. اذ يدرك المجتمع الدولي بأن الكفة الآن العسكرية أضحت تميل لصالح الشرق الليبي، بمعنى أن التوازن قد اختل وبالتالي فإن أي صدام أو مواجهة مسلحة بين شرق وغرب البلاد سوف يكون المنتصر فيها هو جيش حفتر المدعوم من طرف معارضي
مخرجات الحوار السياسي، وفي هذه الحال تعلم القوى العظمى بأن هذا الاتفاق السياسي مهدد بالانهيار ومن هنا كان اتجاه الغرب نحو تسليح طرابلس ومصراتة من اجل خلق توازن عسكري بين شرق وغرب ليبيا وضمان تفوق المجلس الرئاسي علما وأن هذا المجلس تمكن أول أمس ولأول مرة من الخروج من القاعدة البحرية ليستقر في مقر رئاسة الحكومة بطريق السكة طرابلس، بما يؤشر إلى الاستغناء واستبعاد سيناريو إنشاء منطقة خضراء للحكومة. خطوة إلى الأمام أمكن للمجلس الرئاسي إنجازها ويعود الفضل فيها إلى اللجنة الأمنية والمستشار الأمني لدى بعثة الأمم المتحدة الجنرال الإيطالي باولو سيرا الذي هندس أيضا عملية دخول المجلس الرئاسي للعاصمة طرابلس على متن زورق حربي إيطالي.
رئاسة البرلمان تواصل المناورة
ذكر المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي بأن رئيس البرلمان عقيلة صالح عقد اجتماعا مع نائبيه الأول والثاني بمقر البرلمان طبرق بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب، وقد جرى بحث وتدارس دعوة البرلمان إلى الانعقاد لمناقشة التعديل الدستوري ووفق تصريح المريمي فقد تم التأكيد مجددا على رفض عقد جلسات البرلمان خارج طبرق، وفي ما يخص المصادقة على الحكومة حصل توافق بين الرئيس ونائبيه ولأول مرة حول ضرورة حضور المجلس الرئاسي بكامل أعضائه والوزراء المرشحين للحكومة إلى طبرق عند انعقاد جلسة المصادقة.
يشار إلى أن محمد شعيب النائب لرئيس مجلس النواب كان من بين المؤيدين لعقد جلسة المصادقة في غدامس غرب ليبيا وتحوّل موقف شعيب الداعم لرئاسة البرلمان من شأنه أن يقضي على حلم النواب المؤيدين للحكومة في عقد الجلسة البرلمانية في غدامس لسبب بسيط وهو أن شرعية تلك الجلسة تتوقف على أن تكون الدعوة لانعقادها صادرة عن رئيس البرلمان أو نائبيه لكن التطورات الأخيرة تؤكد نجاح رئيس مجلس النواب في إعادة نائبه الأول لحضيرة البرلمان.
كيري يدعو المجتمع الدولي لدعم حكومة ليبيا بالسلاح
دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس الاثنين، المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة الليبية بالسلاح وقال «لابد من زيادة وتيرة دعم الحكومة ورفع العقوبات عن السلاح، وأن المجتمع الدولي مصر على دعم حكومة الوفاق الليبية».
وأضاف «الحكومة الليبية الموحدة يجب أن تعمل على محاربة داعش» وأوضح قائلاً «لا نسعى لإرسال قوات برية إلى ليبيا لقتال داعش».وقال أيضاً «الجميع ملتزم بعكس روح الوحدة في ليبيا وجعلها آمنة»، جاء ذلك في مؤتمر صحافي جمع وزراء خارجية أميركا وايطاليا وليبيا في فيينا. من جانبه أكد وزير الخاريجة الإيطالي باولو جنتيلوني أن ايطاليا مستعدة لتقديم كل الدعم للحكومة الليبية.ويشارك في مؤتمر فيينا ممثلون عن 19 دولة عربية وغربية تسعى لحشد الدعم السياسي للعملية السياسية في ليبيا..وافتتح اليوم مؤتمر دولي
يحضره رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج دعما للاستقرار في ليبيا، ويرأسه كل من وزير الخارجية الإيطالي جنتيليوني ونظيره الأميركي جون كيري. وسيشارك 20 دولةً وكيانا في المؤتمر من أجل تقديمِ مزيدٍ من الدعم للمجلس الرئاسي الليبي وحكومةِ الوفاق الوطني. وقد ترددت أنباءٌ عن أن البيان الختامي للمؤتمر سيُعلن حكومة الوفاق ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا، كما سيعترف بمجلسها الرئاسي كقائدٍ أعلى للقوات المسلحة الليبية.