ونشر بتاريخ 30 أكتوبر 2014 على هامش زيارته الى بلادنا ..تحدث مقصود عن الواقع العربي واسباب الازمات التي نعيشها حاليا . كما تطرق الى التجربة التونسية معتبرا انها استثناء ناشئ عن خصوصيات ووعي وتجارب نقابية وسياسية وفرت عامل اللحمة بين القوى السياسية المتباينة، مما منح التجربة عناصر المناعة والتطوير. وتوقع حينها المفكر العربي ان تسير تونس نحو انتخابات واعدة، نيابية ورئاسية وهذا ما حصل بالفعل . كما اعتبر ان القوى المعارضة في الدول التي اندلعت فيها حالات التمرد الشعبي « لم تتوفر فيها اللحمة ، مما فتح الأبواب للقوى الدخيلة الظلامية للهيمنة وتشويه مسيرة الانتفاضات وضرب «ثوريتها».
في الحوار المنشور لـ«المغرب» قدم مقصود وصفة فكرية لمعالجة ما يجري اليوم من ازمات معولا على دور المثقف العربي الواعي واكد ان هذا الدور لا بدّ وأن يتمحور حول عدة مهام أساسية، على رأسها الحرص على عدم فقدان البوصلة التي تقود إلى بناء وضع ديمقراطي عروبي متماسك، ويطرح نفسه «كبديل لما نراه من شعوذات وعدميات وأوهام» على حد قوله. وقال ان الاتفاقية المصرية الإسرائيلية قد أدت إلى تكبيل الكثير من القدرة على الاستدراك والردع. فمصر كانت دوماً عنصر التلاقح بين جناحي الأمة. فهي أي الاتفاقية، عائق أساسي ينبغي التخلص منه. لا ننسى ايضا ما قاله وما اكده مقصود حول صعود داعش في العالم العربي فاعتبر ان هذا التنظيم الارهابي يمثل خطرا كبيرا على وحدة العراق وعلى مستقبل المنطقة ككل . واكد ان واشنطن لعبت دورا سلبيا في العراق وشجعت على بروز العنصر الطائفي بشدة وهذا ما جعل الفرقاء العراقيين عاجزين اليوم عن الوحدة وتحويل التعددية السلبية الى وحدة ايجابية.
يشار الى ان مقصود، الملقب بـ ‘خطيب القضيّة العربيّة’، تقلد عدّة مسؤوليات، أبرزها سفير جامعة الدول العربيّة في واشنطن ولدى الأمم المتحدة من العام 1979 حتى استقال عام الغزو العراقي للكويت، وكان عضوًا في المجلس الاستشاري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المعني بتقارير التنمية البشرية العربية. اضافة الى عمله الدبلوماسي كان مقصود صحفيا بارزا كتب في عديد الصحف العربية اهمها «الأهرام» في القاهرة و«النهار» الأسبوعية التي كانت تُنشر في بيروت. وهو مؤلف عديد الكتب عن الشرق الأوسط والبلدان النامية، بما فيها «معنى عدم الانحياز» و«أزمة اليسار العربي» و «أفكار حول الشؤون الأفروآسيوية» و «الصورة العربية».
في آخر محادثة لنا معه وعدنا المفكر العربي بحوار آخر بعد تحسنه من المرض ليوضح رؤيته لمسار التطورات في العالم العربي، لكنه هذه المرة غادرنا قبل ان يقول كلمته وقبل ان يصلنا حواره ..رغم ان موكب الورود والازهار لم يات بعد وموسم «الربيع» الديمقراطي الحقيقي لم يحن بعد. حلم مقصود بان يرى فلسطين محررة وان ترجع مفاتيح منازلها إلى أيدي أصحابها ..حلم بالقضية، وأعطى أيضا تصوره لكيفية إحيائها في عقول وقلوب الأجيال الجديدة ولعل اهم ما أوصانا به هو «تصويب مسار التغيير ووضعه على سكته العروبية الديمقراطية».