لأسباب متعددة ذاتية وخارجية، لتنزلق ليبيا في منزلق خطير هدد ومازال بانقسام البلاد وحدوث حرب أهلية أو حرب إقليمية مدمرة بعد حصول أزمة سياسية حادة من خلال انقلاب مكشوف مع تيار الإسلام السياسي على نتائج انتخابات مجلس النواب 2014 وتواطؤ دولي من قبل إسلاميين سيطروا على عاصمة الدولة بقوة السلاح وشكلوا حكومة موازية.
وقد جاءت الحوارات السياسية الغامضة في مخرجاتها عبر ما يسمى باتفاق الصخيرات 2015 وتنقل مسلسل الحوار وجولاته بين الدول العالم دون تسجيل أي انفراج وتشابكت خيوط الأزمة أكثر فأكثر، أطراف محلية تفتقر للخبرة السياسية وتتمسك بمصالحها الضيقة وتستنجد بالخارج، فشل ذريع للمنظمات الدولية والإقليمية في علاقة بالمصالح والصراع على النفوذ. الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي – الاتحاد الإفريقي وصولا إلى الأمم المتحدة، جميع هذه المنظمات عينت مبعوثين لكنها فشلت في حلحلة الأزمة و إيجاد حد أدنى من الثقة بين الأطراف المحلية المتصارعة. وكان بديهيا ومع تعثر المسار السياسي أن تحتكم طرفي الصراع للغة السلاح وتراجع صوت العقل والحكمة ليطغى صوت الرصاص مما ضاعف من تعقيد الأزمة و خلق مخاوف من صوملة ليبيا وقد انخراط طرفا الصراع في تنافس وسباق لاستدعاء الأجنبي.
كل الأطراف الدولية المتدخلة في حلبة الصراع أعطت مبررات لما قامت به الأطراف الداعمة لجماعة الإخوان تؤكد أنها تدعم الطرف المحلي الشرعي اي حكومة السراج استنادا على اتفاق الصخيرات الذي أقرته الأمم المتحدة ،وتبعا لذلك أغرقت تلك الدول تركيا ودولة خليجية معروفة بدعم جماعة الإخوان بالسلاح والمرتزقة .
هدوء ما قبل العاصفة
في المقابل أقدمت دول أخرى على دعم حفتر ومجلس النواب مؤكدة أنها تدعم رئاسة أركان منبثقة عن ذلك البرلمان الذي يمثل في النهاية إرادة الشعب الليبي بعد انتخابات شفافة ونزيهة انخرطت هذه الأطراف الخارجية في خرق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر بيع السلاح وعرقلة التسوية السياسية، حذرت التقارير الدولية وتقرير فريق هيئة الخبراء بالأمم المتحدة من خطورة التدخلات الدولية واضطر المبعوث الاممي غسان سلامة لتقديم استقالته .
في غضون هذا الغموض يعرف المشهد الليبي بشقيه العسكري والسياسي حالة من الهدوء الحذر، عسكريا فكل طرف يحشد قواته وسياسيا تحاول أطراف إقليمية ودولية إحياء العملية السياسية، وتروج تلك الأطراف لتفاصيل خطتها ونعني الخطة الأمريكية من خلال منطقة منزوعة السلاح مع أن هذا الحل يستوجب وجود عنصر الثقة بين طرفي الصراع ،خطة أمريكية قلل مراقبون من أهميتها لسبب وجيه وهو غياب التنسيق مع روسيا بمعنى أخر لا مؤشرات لا في الوقت الراهن ولا في المستقبل القريب تدل على انفراج الوضع المتأزم ، جميع الأطراف المحلية و الدولية على قناعة بان الحسم العسكري هو الحل لكن لا طرف من تلك الأطراف جاهز لخوض الحرب .