وتهيئة الظروف و الارضية للعودة للحوار. إذ أن عديد الاطراف من دول الجوار والإقليم وضعت في أجنداتها ضرورة إنهاء خيار الصراع العسكري.
وتنفيذا لخيار الحل السلمي تكثفت المشاورات السياسية لعرض تصور حول حلحلة الأزمة ووضع اتفاق وقف اطلاق النار ملزم للجميع، وتسوية النزاع حول النفط وإرساء مفاوضات مباشرة بين الفرقاء برعاية الامم المتحدة.
وقد شهدت المرحلة الاولى ما بعد انسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس وترهونة. مشاورات بين حلفاء حفتر مصر فرنسا الامارات السعودية ثم جاءت مشاورات بين حلفاء السراج وشملت تركيا وقطر الداعمتين لتيار الاسلام السياسي .. وأيضا دورا فاعلا للولايات المتحدة حيث زار السراج ووزير داخليته تركيا اكثر من مرة وتنتظر زيارة اردوغان لطرابلس خلال الساعات القادمة .زيارة سبقتها زيارة كل من وزير خارجية تركيا ومالطا لطرابلس أين كانت لهما مباحثات مع وزيرة خارجية الوفاق ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وقد تشمل اجندة لزيارة رئيس المجلس الاعلى للدولة الإخواني خالد المشري المعروف بمواقفه المتشددة حيال تواجد حفتر في المشهد السياسي القادم.
إلى ذلك كشفت مصادر خاصة بـ«المغرب» عن تقدم ترتيبات ومساعي اجراء لقاء قمة جديد بين السراج وحفتر ،يرجح أنّ يكون في ايطاليا .وأضافت المصادر بان هذا اللقاء سوف يسبق جلسة اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، على أن تعلن اللجنة المذكورة في ختام الجلسة توافقها على وقف إطلاق النار ويبارك مجلس الامن الدولي تلك المخرجات خلال جلسته الدورية القريبة الانعقاد.
ولمحت ذات المصادر إلى وجود ضغوطات كبيرة على طرفي الصراع بالتعاون مع الأمم المتحدة وتسجيل التنازلات المطلوبة .
حزمة من الشروط
يرى متابعون بأن حفتر سوف يتخلى عن حزمة من الشروط مثل تركيا المرتزقة ووقف دعم الوفاق، وسيتمسك بالسيطرة على الموانئ النفطية .في المقابل فان السراج سوف يفك ارتباطه ببعض الميليشات العنيفة وعلى رأسها ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي التي صنفها مجلس النواب الليبي تنظيما إرهابيا.
رغم بوادر الانفراج عبر نشطاء بالمجتمع المدني من مختلف أقاليم ليبيا عن مخاوف تبدو مشروعة، وتتمثل في رد فعل الجماعات الارهابية وبالأساس تنظيم «داعش» الارهابي باعتبار أن اي تسوية وإعادة الاستقرار وقيام الدولة لا يساعده. علما بان ليبيا تحولت في الاعوام الاخيرة في ظل انغماس الفرقاء في صراعاتهم، تحولت البلاد الى نقطة ومركز استقطاب للجماعات المتطرفة .
ليبيا: مشاورات دولية تسبق التهدئة وانطلاق المفاوضات بين طرفي الصراع
- بقلم مصطفى الجريء
- 09:31 08/08/2020
- 1057 عدد المشاهدات
دون شك حسم المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية بمجلس الامن الدولي موقفهم في إبعاد سيناريو الحل العسكري في ليبيا