المعتمدة في ذلك والتي كانت خلال الأشهر الأخيرة محور خلاف كبير بين الدول المتدخلة في الشأن السوري ، ويمثل ملف المساعدات إلى جانب تعثر تسوية سياسية للأزمة السورية أهم نقاط الخلاف التي باتت اليوم ورقات ضغط لكسب نقاط قوة في ملف التفاوض حول أية تسوية مرتقبة .
ويأتي اعتماد مجلس الأمن الدولي على التمديد بعد انقضاء الآجال الأولى على خلفية قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر واحد على الحدود التركية ، هو «جيلوة غوزو» المقابل لمعبر باب الهوى السوري، لمدة عام، وذلك بعد نقض روسيا مرتين إرسال تلك المساعدات.
وأكد البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي أن «آلية الأمم المتحدة تلعب دورا حيويا في تقديم المساعدات الإنسانية الفورية لحوالي 2.8 مليون محتاج في شمال غرب سوريا».
يشار إلى أن كل من روسيا والصين، عرقلت في البداية مصادقة المجلس على مشروع قرار بلجيكي ألماني آخر، بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، وذلك للمرة الثانية خلال 4 أيام، ما اضطر الدولتين إلى تعديله وتقديمه مجددا ليحصل فيما بعد على الموافقة وبالتالي التمديد؟
ولطالما رافق القلق الإستراتيجية الدولية المرتبطة بنقاط العبور المخصصة لإدخال المساعدات الإنسانية ، وسط غياب الية واضحة سواء لعمليات إيصال المساعدات أو متابعة خطوط سيرها نظرا للوضع الأمني المتردي في البلاد وأيضا حالة الإقتتال المستمر التي تعيش على وقعها مدن سورية تواجه ظروفا إنسانية وصحية وإجتماعية صعبة للغاية خاصة مع انتشار فيروس «كورونا’’ المستجد وتزايد حالات الإصابة به في سوريا . ويرى البعض أن الظروف المتدهورة التي تعيشها سوريا هي نتيجة حتمية لـ10 سنوات من الحرب ، كما أنها نتيجة متوقعة لتداخل الأدوار الخارجية وتضارب إستراتيجيات مختلف الفاعلين على حساب الوضع الإنساني في البلاد.
مصالح متضاربة
وقالت تقارير إعلامية أن التمديد تم رضوخا لضغوطات موسكو التي طابت بضرورة وقف إدخال المساعدات عبر معبر باب السلام (المؤدي إلى حلب)، والاقتصار على معبر «باب الهوى» فحسب ، وهو ما اعتبرته باقي الأطراف الدولية عرقلة لفرص إيصال المزيد من المساعدات وما يمكن أن يمثله الاقتصار على معبر واحد من عراقيل أمام مواجهة المعضلة الإنسانية في سوريا. وتعتبر روسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، والصين أن تفويض الأمم المتحدة الذي يسمح بتوزيع المساعدات بدون إذن من دمشق يشكل انتهاكا للسيادة السورية.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش إن الترخيص لمعبر واحد قد يعيق إيصال المساعدات الإنسانية، وأضاف في بيان «ما يثير القلق العميق أن القرار الذي تم تبنيه بعد استخدام متكرر لحق النقض من قبل روسيا والصين يسمح بنقطة عبور واحدة فقط من نقطتي العبور اللتين كانتا متاحتين سابقا للأمم المتحدة».
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة التي يعيشها العالم تتزايد حدة المخاوف الدولية من الوضع الإنساني الذي تمر به سوريا التي عانت من ويلات الحرب لسنوات طويلة ما أثر على بنيتها التحتية ومستشفياتها وواقعها الصحي وبالتالي إقتصادها ككل ، كل هذه المعضلات تنبئ بقرب تفجر الوضع مالم يتم التعامل مع «فيروس كورونا» في سوريا كخطر كبير لا يهدد سوريا فحسب بل أيضا دول المنطقة ودول العالم التي تكافح للسيطرة على انتشار الوباء.