بهدف بلوغ تفاهمات معينة وتوحيد موقف دولي موحد يمهد لتوافق محلي ، يشهد الوضع العسكري بين طرفي الصراع حالة من الهدوء وذلك من خلال انخفاض الغارات الجوية باستعمال الطائرات دون طيار وتوقف المواجهات سيما في محور غرب سرت وجنوب مصراته .
في غضون ذلك لاحظت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي أن بلادها لا تدعم معسكرا أو آخر في ليبيا مؤكدة على ان لا حل عسكري للازمة الليبية، ودعت القوى الأجنبية إلى الكف عن التدخل ووقف انتهاكات حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وبالتالي العودة إلى عملية برلين وإيجاد حل سياسي للازمة.
وجددت باري تنديد فرنسا واستنكارها للانتهاكات التركية في ليبيا، دون ذكر الإمارات العربية المتحدة ومصر باري أضافت بان فرنسا تدين الانتهاكات مهما كان مصدرها لكنها استدركت انه بالإضافة إلى الأسلحة فان تركيا قامت وتقوم بإرسال المقاتلين السوريين وروسيا كذلك دفعت بعناصر من الشركات الأمنية وهذا مازاد من تعقيد الأزمة. وحول انحياز باريس للقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر ذكرت باري في حوارها مع صحيفة «لكوروا «بأنه قام بدور هام في محاربة «داعش» في شرق ليبيا لكن فرنسا لا تدعم معسكرا على حساب الآخر مضيفة أنها نشطة في سياق التقريب بين الفرقاء المحليين وتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا ،وختمت فلورنس باري بان بلادها بصدد طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين انتهاكات تركيا لحظر الأسلحة .
تحريك المياه الراكدة
على علاقة بحلحلة الأزمة وتحريك مياه الأزمة السياسية الراكدة يستعد مجلس رجال الأعمال الليبي لإطلاق حوار وطني شامل، وقد قام المجلس بالتواصل مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا. وجلس النواب في طبرق كما استمرت مساعي جمع مختلف المكونات على كلمة موحدة مضمونها كفى هدرا للوقت وأنه لابد من إرساء السلام في ليبيا، مساع من بينها تلك التي تطرحها منظمات دولية غير حكومية كما سبق للجزائر وعلى لسان الرئيس تبون أن أكدت عزمها احتضان حوارات ليبية – ليبية، وبدوره حدد الرئيس قيس سعيد التأكيد على حرص تونس على دعم كل خطوة تسهم في حلحلة الأزمة . فيما تشترط القاهرة تراجع تركيا ووقف تدخلها العسكري في ليبيا وسحب المرتزقة للتخلي عن تهديد القاهرة بالتدخل العسكري، وكانت مصر هددت بالتدخل عندما قررت حكومة السراج اقتحام سرت والجفرة وطرد قوات حفتر .
وقد أعلنت عدة دول عربية وغربية دعمها للقاهرة على غرار السعودية والأردن والإمارات وفرنسا واليونان، فيما لم يصدر موقف صريح وواضح عن واشنطن، عبر شق كبير من المراقبين بان الولايات المتحدة هي التي منعت الوفاق وتركيا من اقتحام سرت وتحاشي حدوث الكارثة وتصدع داخل حلف الناتو من خلال صدام بين عضوين بالحلف وثلاث أعضاء ، فرنسا، تركيا واليونان .
وبهذا السيناريو تكون الولايات المتحدة حافظت على بقاء أزمة ليبيا أزمة تحت السيطرة مجددا ففي الوقت الذي أصبحت فيه الأوضاع تنذر باندلاع حرب إقليمية مدمرة، نجحت واشنطن في وقف التصعيد .