وباحتلال «اسرائيل» لشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية. قبل ان تنسحب لاحقا من سيناء ومن قطاع غزة بموجب اتفاقات موقعة مع مصر والفلسطينيين والأردن. واليوم تتهيأ اسرائيل لاحتلال أراض فلسطينية جديدة تحت مسمى «الضم» في ظل مساعي رئيس وزراء الاحتلال الحثيثة لإطلاق مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، وحشد التأييد لخطته .
وبين جوان 1967 وجوان 2020 مفارقات عديدة ، فاليوم يتم التحضير لتنفيذ مخططات الضم واحتلال أراض جديدة بمباركة بعض الأنظمة في المنطقة التي بدأت تخطو خطوات سريعة باتجاه التطبيع مع العدو . التطبيع الذي أخد شكلا ثقافيا واقتصاديا وتجاريا ويسير رويدا رويدا نحو التطبيع السياسي . وهو الخطر الداهم اليوم الذي يهدد مستقبل القضية الفلسطينية وعدالتها وأحقية الفلسطينيين بموطنهم وترابهم وجذورهم . فبموجب صفقة الائتلاف الحكومي بين نتانياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، يمكن بدء تنفيذ مخطط ضم إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الأول من جويلية. ويعتبر المخطط جزءا من صفقة القرن الأمريكية التي كان قد أعلن عنها دونالد ترامب في أواخر جانفي. كما تقترح الخطة الأمريكية أيضا إمكانية إنشاء دولة منزوعة السلاح للفلسطينيين لكنها تنفي مطالب رئيسية لهم، لا سيّما جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ولكن الفلسطينيين بمختلف أطيافهم السياسية أعلنوا عن رفضهم التام والمطلق لمخططات الضم بكل ما تحمله من مخاطر على حقوقهم المسلوبة وهويتهم . ولم تتوقف المظاهرات والاحتجاجات الرافضة في مختلف مناطق الضفة الغربية وأنحاء فلسطين. وقد بدأت منظمة التحرير الفلسطينية بحملة دولية لتحشيد الرأي العام الدولي لدعم موقف الفلسطينيين ، وقد أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات صراحة عن قيام «ائتلاف دولي كبير» يضم دولا عربية وإفريقية وأوروبية يدعم الفلسطينيين ضد مخطط الضم الإسرائيلي.
وقد أعلن الاردن كذلك عن رفضه المطلق لمخطط الضم معتبرا انه يشكل خطرا غير مسبوق على عملية السلام. فاليوم يبدو الفلسطينيون والعرب أمام لحظة تاريخية صعبة ولا خيار سوى المواجهة بمختلف السبل والنضال السياسي والثقافي والقانوني والعسكري ...