مع بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، وباقي الدول المؤثرة، من تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لأسباب تهم الفرقاء المحليين وكذلك بسبب صراع المصالح والنفوذ الدولي.
تصاعد العنف المسلح بين طرفي الصراع بشكل لافت وتغيرت موازيين القوة الميدانية لصالح الحكومة المعترف بها دوليا بعد دخول تركيا على خط الصراع وبقوة بإرسال الأسلحة والمقاتلين بضوء أخضر أمريكي .لم يغير رفض فرنسا واليونان ومصر شيئا وكان من البديهي أن تتراجع قوات حفتر وتخلي مواقع حول طرابلس وقاعدة الوطية وترهونة، ليتم تجميع القوات المنسحبة في الجفرة وسرت رغم ذلك لم تتوقف تهديدات الوفاق باستعادة السيطرة لا على الجفرة وسرت فقط وإنما علي كامل ليبيا.
في غضون ذلك جاءت تصريحات السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا في حال خسرت قوات خليفة حفتر الجفرة وسرت .مع أن اغلب الآراء والمواقف تؤكد على عجز مصر عسكريا على التورط في حرب إقليمية مكلفة ماديا و قد تتوسع .
تطورات عسكرية
في ظل هذه التطورات العسكرية الميدانية نجحت الأمم المتحدة في إعادة اللجنة العسكرية المشتركة والمعروفة ب 5+5 للاجتماع بهدف بلوغ تفاهمات تمهيدا لوقف إطلاق النار ، غير أن تلك اللجنة عقدت اجتماعا وحيدا، وتوقفت بسبب عمق الخلاف والشروط التعجيزية سيما شروط حفتر الذي يطالب بطرد المرتزقة، ووقف التدخل التركي الداعم لجماعة الإخوان حيث أن تركيا ترفض الخوض في الموضوع. وترى أنقرة أنها تدعم الحكومة الشرعية وأنها تسعى لإيجاد توازن بين طرفي الحرب ومن هناك يصبح من السهل إقرار وقف إطلاق النار والعودة للحوار السياسي .
ويرى مراقبون أن حالة الجمود التام للمسار السياسي وفشل تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين يضاعف من قلق دول الجوار سيما العربية وكذلك دول الإقليم من اتجاه الوضع لمزيد من التصعيد، وهو ما أشار إليه مساعد وزير الخارجية الألماني بقوله أن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا يتخذ بعد اقليميا .في تلميح وإشارة لتهديد مصر بالتدخل و تزايد التوتر ما بين فرنسا وتركيا العضوتان بالخلف الأطلسي وارتفاع حدة التصريحات الرسمية بين البلدين ..
السؤال المطروح هل يتم مزيد من الضغط على حفتر لسحب قواته والكثير من أوراقه خاصة وان وضع حكومة الوفاق أفضل بكثير على طاولة المفاوضات وحتى في ورقة الموانئ النفطية وبإمكان حكومة السراج استعادتها لكن فيتو أمريكي حال دون ذلك بمعنى قد تكون الولايات المتحدة حصلت على تعهد من حفتر علي مزيد من الانسحابات مقابل تعهد من السراج بعدم التقدم نحو سرت.