توتر بين ترامب وميركل: خلافات حلف الناتو وقمة السبع تعمقان الفجوة بين أمريكا وألمانيا

في ألمانيا في خطوة فاجأت الرأي العام الأمريكي والألماني على حد سواء علما وأنّ المرحلة الراهنة تشهد توترا غير معلن بين ساكن البيت الأبيض والمستشارة أنجيلا ميركل. وقالت تسريبات إعلامية إن الولايات المتحدة لم تستشر ألمانيا قبل أن تنشر القرار صحيفة وول ستريت جورنال .
وقال مسؤولون في الحكومة الألمانية إن برلين لم تتلق تأكيدا بالخطوة الأمريكية. غير أن بيتر باير المنسق الألماني للعلاقات عبر الأطلسي قال إن القرار «سيهز أركان العلاقة عبر الأطلسي».
وقرر ترامب سحب 9500 جندي من ألمانيا إحدى أقوى حلفاء الولايات المتحدة بما يخفض عدد القوات فيها إلى 25 ألفا من 34500 جندي.ووفق تقارير إعلامية فإنّ هذه الخطوة تأتي بعد توتر متزايد بين ترامب وميركل لعل آخره إفشال الأخيرة لخطة الرئيس الأمريكي لإستضافة قمة السبع بحضوره شخصيا والتي كان من المزمع عقدها لنهاية الشهر الجاري لبحث تطورات العالم الصحية وتبعات انتشار وباء كورونا عالميا. ورغم نفي القيادات الأمريكية والألمانية أن يكون هذا هو السبب وراء الخطوة الأمريكية المفاجئة ويرى البعض الآخر أن «عددا من المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) فوجئوا بالقرار وقدموا تفسيرات تتراوح بين شعور ترامب بالإهانة بسبب قمة مجموعة السبع ونفوذ ريتشارد جرينل السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا وهو من الموالين لترامب» وفق مانقلته وكالة «رويترز للأنباء».
خلافات داخل الحلف
وعلى صعيد متصل يرى مراقبون أنّ من بين أسباب التوتر والجفاء في العلاقات بين أمريكا والولايات المتحدة الأمريكية الخلافات صلب حلف الناتو، والاتهامات المتبادلة بين البلدين بعدم الالتزام بأهداف الحلف في ما يتعلق بعدة ملفات خاصة منها ميزانية الإنفاق التي أثارت انقساما حادا صلب الحلف. يشار أنّ ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ذكر أن ‹›ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لم تقدم خطة ذات مصداقية لكيفية الوصول إلى هذا الهدف المتلعق بالزيادة في الإنفاق››.
ورغم أن القرار كان مفاجئا للداخل الأمريكي والألماني على حد سواء ، إلا أنه تم التطرق في وقت سابق خلال السنوات الأخيرة إلى هذا القرار إلا أن غياب التنسيق والتشاور بين البلدين أثار شكوكا حول التوتر القائم بين برلين وواشنطن وأسباب تفجره في الآونة الأخيرة.خاصة بعد اتهامات لألمانيا بالتقاعس عن الوفاء بهدف الوصول بالإنفاق الدفاعي لحلف الناتو إلى اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ويواجه حلف الناتو انتقادات متزايدة خاصة بعد التشكيك والاتهامات التي واجهها سواء بعد أن اعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤسسة «نافذة الصلاحية» وأيضا بعد أن أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنها «في حالة موت سريري» ، بالإضافة إلى اتهامات من الدول المنضوية تحت لواءه بغياب التضامن والوحدة و التماسك باعتبارها المبادئ الأساسية للحلف وسط تباين المواقف والاستراتيجيات التي باتت تشق الحلف.