ويأتي هذا التخفيف في قيود الإغلاق الصارمة التي فرضتها باريس منذ منتصف شهر مارس المنقضي ، مع حذر شديد وتأكيد على أهمية الإلتزام بقواعد التباعد خلال مراحل الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل خشية حدوث انتكاسة مفاجئة قد تزيد من انتشار هذه الجائحة خاصة وأن العالم لم ينجح إلى حدّ اليوم في إيجاد لقاح مناسب.
وأظهرت وسائل إعلام فرنسية يوم أمس انخراط الفرنسيين من جديد في أنشطتهم بعد فتح المحلات التجارية لأبوابها مجددا. واستأنفت القطارات حركتها مع عودة حوالي مليون طفل إلى المدارس، علما أن وضع الكمامات سيكون إجباريا على الجميع.ورغم تخفيف تدابير العزل وستظلّ القيود سارية على 27 مليون فرنسي في ضواحي باريس وشمال شرقي فرنسا.
يشار إلى أن فرنسا تحتل المرتبة السادسة في ترتيب الدول التي تشهد أعلى حصيلة وفيات في العالم بفيروس «كورونا» بعد شهرين من الإغلاق التام في محاولة من السلطات لإبطاء سرعة تفشي هذا الوباء الذي خلف إلى حدود الأمس 70 حالة وفاة في 24 ساعة وهي ادنى حصيلة يتم تسجيلها منذ أكثر من شهر . وبذلك بلغ عدد الوفيات الإجمالي 26380 فيما بلغ عدد الإصابات 176970 ألف حالة إصابة.
وتنص سياسة رفع القيود التي بدأت فرنسا أمس في تطبيقها على إعادة فتح المتاجر وصالونات الشعر، مع السماح للمواطنين بالخروج دون تصريح حكومي، باستثناء التنقلات التي تزيد عن 100 كيلومتر، والتي لا يُسمح بها إلا لأسباب مهنية أو لتشييع الجنازات أو رعاية المرضى.
وقررت الحكومة الفرنسية التي يرأسها ايمانويل ماكرون» رفع الإغلاق بعد انخفاض عدد المرضى في العناية المركزة، وهو معيار رئيسي لقدرة المستشفيات على التعامل مع الوباء، إلى أقل من نصف الذروة التي تجاوزت 7000 في أوائل أفريل».
ورغم الإنفراج المحدود في الحياة اليومية إلا أن سمة الحذر والدعوة إلى الالتزام وتوخي الحذر ، رافقت كل الخطابات الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية والتي دعت إلى ضرورة الالتزام بتصنيف المدن الذي أقرته الدولة فمثلا العاصمة باريس وبعض مناطقها مصنفة على أنها «مناطق حمراء» وتخضع لقيود إضافية. ولا تزال السلطات تنصح الناس في جميع أنحاء البلاد بالعمل من المنزل إذا كان ذلك باستطاعتهم.
وظهرت بضع بؤر متفرقة من العدوى في الأيام الماضية، بما في ذلك واحدة في دوردوني حيث تم تشخيص إصابة تسعة أشخاص على الأقل بكوفيد-19 بعد جنازة في أواخر أفريل، وبؤرة أخرى في مدرسة ثانوية في وسط فرنسا حيث أصيب أربعة أشخاص.
رفع تدريجي في إسبانيا
إلى جانب فرنسا خرج الإسبانيون أيضا الى الشوارع بعد استعادتهم جزءا من حريتهم بعد رفع جزئي للقيود المشددة على الحركة وسط مخاوف من موجة ثانية أشد فتكا من انتشار هذه الجائحة في العالم خاصة بعد تسجيل مدينة «ووهان» الصينية حالات إصابة جديدة وهي مهد الوباء بعد تسجيل صفر حالة لمدة أيام متواصلة.
ويأتي هذا الرفع التدريجي مع استمرار سياسة فرض وضع الكمامات في وسائل النقل العام والالتزام باجراءات التباعد الاجتماعي، في انتظار عودة تدريجية للحياة العادية . إذ سجل العالم 4 ملايين و200 حالة إصابة في دول العالم و284 ألف حالة وفاة وأكثر من مليون ونصف حالة شفاء . وسجلت الولايات المتحدة الأمريكية أعلى حصيلة إصابات بمليون و367 ألف حالة إصابة وأكثر من 80 ألف حالة إصابة وسط استنفار كبير في البلاد وانتقادات واسعة لسياسة ترامب في مواجهة هذه الجائحة.
تجارب مختلفة
أما ألمانيا التي غالبا ما يشار اليها كنموذج بسبب فاعليتها في إدارة الأزمة، تم تجاوز العتبة الرمزية لخمسين إصابة جديدة لكل مئة ألف نسمة في ثلاث مقاطعات.
ومن جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي شفي من وباء كوفيد-19 الأحد عن تمديد العزل في بلاده حتى 1 جوان على الأقل. وبريطانيا ثاني دولة أكثر تضررا بالوباء في العالم مع حوالى 32 ألف وفاةوتريد بريطانيا فرض فترة حجر صحي إلزامي على الوافدين جوا.
كذلك بدأت إسبانيا،امس الاثنين وفق سكاي نيوز في تخفيف القيود بعد تدني عدد الإصابات بفيروس كورونا، وينتقل نصف سكان البلاد إلى المرحلة التالية من الخروج من قيود العزل العام، باستثناء مدريد وبرشلونة.
وتستقبل المدارس الابتدائية الهولندية الطلاب الذين أجبروا على البقاء في المنزل لمدة شهرين كجزء من إجراءات إبطاء انتشار الفيروس التاجي المستجد.