أكد القيادي الفلسطيني عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بان فلسطين ترفض قرار إسرائيل بضم الأغوار الشمالية والبحر الميت و مناطق «ج» مشيرا الى أن القرار أمريكي قبل ان يكون إسرائيليا مبينا بان وزير الخارجية الأمريكي بتصريحاته اعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ كل مخططاتها وهي بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وسنقف أمام هذا الهجوم. وأشار في حديثه الهاتفي من رام الله لـ«المغرب» بأن إسرائيل حاولت توريد وباء كورونا الى الداخل الفلسطيني لكن الحكومة الفلسطينية تدافع عن شعبها بكل الوسائل والامكانيات.
• أولا ما تعليقكم على تصريح السفير الأمريكي لدى « إسرائيل « دافيد فريدمان، بخصوص استعداد واشنطن للاعتراف في الأسابيع القريبة بسيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة؟
أولا نحن في اجتماعات القيادة قررنا ان العدو الأول هي أمريكا وان إسرائيل هي أداة بيد الامبريالية . فأمريكا الآن في عهد ترامب تحولت الى أعلى أشكال الرأسمالية وهي الوجه الآخر للامبريالية التي تنعدم فيها القوانين الإنسانية وتنتعش فيها الاحتكارات العالمية . وهم يعملون الآن تحت شعار «ضم تربح» هذا ما يقوم به ترامب، بهذه الإدارة . إسرائيل تحولت مع هذه الحكومة الى دولة متطرفين و ابارتاييد وعنصرية . ورغم ان العالم -الآن- كله في مواجهة كورونا والجهد الإنساني توحد في اصطفافات لمواجهة هذا الوباء، الا ان إسرائيل وامريكا تريدان استغلال هذه الفرصة لتكريس حلمهما في فلسطين. وبالتالي وزير خارجية أمريكا بومبيو هو الذي أعطى الدعم بتصريحاته بانه لا يوجد احتلال في فلسطين وان هذه أراضي يهودا وسامرة وان من حق إسرائيل ان تضم الأغوار الشمالية والبحر الميت وتضم أيضا مناطق «ج» وتضم المستوطنات وهذا قرار أمريكي قبل ان يكون قرارا اسرائيليا . نقول ان التصريحات الصادرة من بومبيو هي اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وسنقف أمام هذه الغطرسة والهجوم واعتقد باننا لن نكون وحدنا . لقد وجهت رسائل الى كل الأمناء العامين في المنطقة العربية واعلمتهم بالتطورات الخطيرة سواء بضم الحرم الابراهيمي او بمشروع الضم القادم الذي سيقع تنفيذه في جويلية بضم ما تبقى من أجزاء في الضفة الغربية . وهذا أمر لا يقبل به أحد وسنعود الى المربع الأول وستكون هناك تداعيات تتجاوز منطقة فلسطين والشرق الأوسط.
• إسرائيل تستغل كورونا لتنفيذ صفقة القرن امام صمت عربي فكيف تواجهون ذلك؟
على العالم ان يدرك ان الفلسطيني الآن انضم الى جهود مكافحة الوباء والإرهاب العالمي مثل نصرة وداعش وغيره ، الا ان إسرائيل تسير عكس التيار وبالتالي الذين ينفقون عليها سواء في اوروبا اوالعرب ويعتبرون انها يمكن ان تكون دولة عادية واهمون ومخطئون في المعادلة ونشكر الله ان هناك رئيس جمهورية عربي يقف ويؤكد ان الحق الفلسطيني هو قضية بلده وهذا ما حصل في تونس وفي عهد قيس سعيد.
• ماذا عن الغارات الاسرائيلية على غزة هل تنبئ بحرب وشيكة؟
حكومة بنيامين نتنياهو وبني غانتس هي حكومة «ضم» المزيد من الأراضي الفلسطينية ولا يستغرب منها ان تلجأ حتى الى السلاح النووي من أجل الهروب من العدالة وأيضا من الضائقة الإسرائيلية لان وضعهم الداخلي سيء جدا والأحزاب تهشمت وتقسمت . والوضع في اسرائيل مدعاة الى الهبوط المروع نتيجة كورونا ومشاكلها الداخلية أيضا . وبالتالي كلما تأزم الوضع في إسرائيل تلجأ الى حروب خارجية والغارات على سوريا والعدوان على غزة تأتي بهذا السياق لجماعة حاكمة مأزومة في إسرائيل وتحاول رد الاعتبار من خلال البطش والعدوان على دول الجوار .
• كيف تقيمون الوضع اليوم في فلسطين بالنسبة لوباء كورونا وما مدى سيطرة الحكومة الفلسطينية عليه؟
لا احد استطاع ان يسيطر على الوباء الذي تكثر التأويلات والتفسيرات حول نشأته، والمعركة الآن بين الولايات المتحدة والصين تحتدم بشأنه. فأية دولة تتطور وتتقدم يجب ان لا تكون اقوى من الولايات المتحدة ولكن الصين بمبادئها في العيش السلمي وعدم الاحتكار ومساندة الدول المقهورة والمضطهدة في كل الكرة الأرضية ، وباقتصادها الذي بلغ الذروة كثاني اقتصاد في العالم وبوحدة الجيش وقواته المسلحة هي المؤهلة لكي تكون سيدة العالم . أمريكا ستدفع كل ما لديها لتمنع الصين من الوصول الى قيادة العالم . من هنا حاول الأمريكيون ان يحدثوا اشتباكات في بحر الصين الجنوبي وحاولوا ان يثيروا فتنة في دول آسيان مثل الفليبين واندونيسيا من أجل التمرد على الصين وفشلوا أيضا .
حاولوا من خلال الحرب التجارية وفشلوا والآن لجأوا الى الحرب الجرثومية . واعتقد ان الوباء سيحدث تغييرا كليا في العالم ولم يعد أحد بمقدوره ان يقول سيطرنا عليه ، حتى الصين تقول سيطرنا بشكل نسبي . هذا الوباء سيحدث تغييرا جوهريا في الاقتصاد والأمن وفي كل مستويات الحياة الإنسانية والسيطرة عليه محض خيال . انما نحن في فلسطين أقل الدول خسائرا على عكس اسرائيل ودول الغرب . ونحن كفلسطينيين شعب الشدة خلقنا للدفاع عن أقدس المقدسات على الأرض وقلنا ان القدس هي بوابة الأرض الى السماء . ويجب ان نتحرك على أساس اننا عدنا الى المربع الأول ولم يعد لدينا مع اسرائيل أية اتفاقيات وهذا الأمر سيكون قريبا في حال اعلانهم الضم بسنتمتر واحد وليس فقط بمستوطنة واحدة او كلم واحد ستكون هناك بداية جديدة للفلسطينيين تضعهم أمام مصيرهم ومسؤولياتهم. وإسرائيل ليست أكبر منا ولا أقوى منا والانسان الفلسطيني مليء بالإيمان لأنه شعب الجبارين والاسرائيلي هو محتل مسكون بالرعب و روح العصر القادمة لن تقبل هذه الحياة التي فيها مكر وخيانة كاسرائيل .
وبالنسبة للوضع الوبائي في فلسطين أقول انه لولا الاحتلال لما كانت عندنا حالة واحدة من الكورونا وقد حاول الاحتلال ان يورد لنا حالات من كورونا ولكنه وان شاء الله نحن قادرون على سدّ الثغرات وحماية شعبنا لان المطلوب منه ان يحمي أقدس أرض وهي أيضا مسؤولية كل الشرفاء في العالم سواء أداروا ظهرهم او كانوا معنا .نحن معنيون برد الاعتبار لأنها مسرى النبي محمد وقيامة السيد المسيح وشعبنا كفيل بان ينتصر .