في مقاومة كوفيد – 19 في فرنسا و أراضي ما وراء البحار، أعلنت رئاسة أركان الجيش سحب قواتها من العراق ضمن خطة إعادة انتشار القوات المسلحة و في إطار استفحال الفيروس في فرنسا.
وجاء في بيان لرئاسة أركان الجيوش الفرنسية أن «التحالف الدولي قرر تغيير تموقعه في العراق و سحب عمليات التكوين – مؤقتا - لقوات الأمن العراقية أخذا بعين الإعتبار خاصة الأزمة الصحية». و أضاف البيان أن «فرنسا قررت ترحيل قواتها المشاركة في عملية «شمال» المنشرة في العراق» وهو ما يقارب 200 جندي شاركوا في تدريب و تأطير القوات العراقية و ذلك في إطار رئاسة الأركان الدولية المقيمة في بغداد. و كانت فرنسا قد أرسلت عام 2015 فيلقين من الجيوش للمشاركة في عمليات التدريب و إدارة العمليات ضد تنظسم داعش تحت قيادة أمريكية.
وبالرغم من قرار دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة واصل الرئيس الفرنسي تقديم الدعم العسكري للعراق عبر إعادة هيكلة الجيش الفرنسي ، في شهر جانفي الماضي، في فيلق موحد (مونسابير). وساهم البرنامج الفرنسي في تخرج مجموعة من 42 جندي عراقي في 27 فيفري الماضي. لكن اندلاع أزمة الكورونا غيرت المفاهيم وأجبرت فرنسا – و كذلك بريطانيا العظمى و جمهورية التشيك - على إعادة هيكلة مساهماتها العسكرية داخل و خارج التراب الفرنسي. من ذلك أن أبقت على عمليات المراقبة والتدخل الجوي انطلاقا من قواعد عسكرية في قطر و الكويت و الأردن ، ودعم التواجد البحري في المياه السورية.
عملية «الصمود»
إنسحاب القوات الفرنسية من العراق يدخل في إطار ما سماه الرئيس ماكرون «عملية الصمود» التي تهدف إلى إعادة هيكلة تدخلات الجيش الفرنسي للمساهمة في محاربة فيروس كورونا بعد أن أعلن أن «فرنسا في حالة حرب» . وأخذ رئيس الدولة الفرنسي منذ 16 مارس عدة اجراءات في هذا الإطار بتشريك القوات المسلحة في العمليات اللوجستية للإغاثة. من ذلك أن قرر تركيز مستشفى ميداني عسكري في مدينة ميلوز شمال البلاد بامكانه استقبال 30 مصاب في قاعات الإنعاش و أن خصص باخرة صحية لإسعاف و نقل المرضى من جزيرة كورسيكا و تخصي طائرات عسكرية لنقل المصابين إلى مراكز إنعاش من مدينة ميلوز المكتضة إلى مستشفيات في مدن غرب فرنسا. و فتحت خمسة مستشفيات عسكرية أبوابها لاستقبال المصابين و جندت 2500 طبيب عسكري للمشاركة في انقاذهم.
و قرر الرئيس ماكرون نشر حاملتين لطائرات الهيليكوبتر الأولى في المحيط الأطلسي قرب الأراضي في الجزر الفرنسية في منطقة «لي زانتيه» و الأخرى في المحيط الهادي للمساهمة في تكثيف التدخلاف في الأراضي الفرنسي. و تعمل القوات البحرية بالتعاون مع دول أستراليا و نيو زيلندا على بلورة خطة دولية تشمل كل جزر المحيط الهادي. ومن المتوقع أن تشمل هذه العمليات البحرية الأمريكية بعد الإتصال المباشر الذي قام به ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وإن تدخل الجيش الفرنسي في عمليات مقاومة الفيروس فإنه، حسب العقيد فريديريك باربري، الناطق الرسمي باسم أركان الجيوش، «لن يشارك في عمليات مراقبة الحضر» التي تبقى في عهدة الشرطة و قوات الجندرما و يفوق عددهم 100 ألف عون. أما باقي العمليات اللوجستية و الحمائية فهي تندرج في إطار الأوامر الحكومية و عددها 25 أقرها الوزير الأول إدوار فيليب لتنظيم تدخل مختلف القطاعات للقضاء عل الفيروس في حين تتعدد الإصابات و تلوح بتفاقم حالات الإصابات في الأيان القادمة خاصة في العاصمة باريس بعد أن ارتفع عدد المصابين المسجل من قبل أطباء المدن بواحد و أربعين ألف (41000) حالة إضافية لم تسجلها الحكومة التي تعلن فقط على الحالات المسجلة في المستشفيات.