بين فريقي الإتحاد الأوروبي و بريطانيا العظمى أن «خلافات عميقة» ظهرت خلال نقاشات برنامجي الجانبين. و حدد بارنيه أربع مسائل هامة تشكل خلافات حول مبادئ تحديد العلاقات ما بين الجانبين بعد ديسمبر 2020 موعد دخول الطلاق حيز التنفيذ.
يشارك في المرحلة الأخيرة من المفاوضات على الوضع المستقبلي للعلاقات فريقين من 120 شخصا يقودهما ميشال بارنيه ودايفد فروست لتحديد المسائل التي تبنى عليها الإتفاقات القادمة. وأكد ميشال بارنييه على أهمية الأهداف الثلاثة للمرحلة وهي تطبيق الإتفاق المبرم بين الجانبين لضمان حقوق 5،4 مليون أوروبي وبريطاني من المقيمين، وتحضير الإجراءات المتعلقة بمتغيرات الوضع بعد غرة جانفي 2021 مع أو بدون اتفاق، ثم إعادة تكوين «شراكة اقتصادية وأمنية طموحة» تنبني على أسس وقوانين متفق عليها.
وأشار إلى أنه تم فتح 11 موضوع للتفاوض ما عدا الدفاع والعلاقات الخارجية التي لا ترغب بريطانيا العظمى في ادراجها في التفاوض. وأعلن أن توافقا حصل في بعض المسائل منها البرنامج النووي السلمي وبعض البرامج الأوروبية التي ترغب المملكة المشاركة فيها. وكان الوزير الأول البريطاني بوريس جونسون قد حذر آخر شهر فيفري من عدم التوصل إلى حل نهائي في شهر جوان القادم. ففي تلك الحالة سوف تقدم لندن على الخروج من الإتحاد بدون اتفاق.
مخاطر جسيمة
وأكد ميشال بارنيه أن مشاكل عويصة ظهرت خلال الدورة الأولى من المفاوضات تمثلت في أربعة ملفات تتعلق في جانبها الأول بعدم المنافسة غير الشريفة مع ضمان الجودة العالية للمنتوج. أما الملف الثاني فيشمل رفض بريطانيا العظمى الإلتزام بتحكيم الخلافات أمام المحكمة العليا الأوروبية وكذلك التعامل في المسائل القضائية والأمنية بالإعتماد على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان. وهي مواضيع حساسة أظهرت لندن شراسة في رفضها. الموضوع الثالث الذي يمكن أن يعكر صفو التفاوض هو مسألة حوكمة الإتفاق. تريد بروكسل أن يقع اتفاق شامل على كل المسائل المطروحة في حين تريد لندن التفاوض في المواضيع كل على حدة. ولا تستحسن أوروبا تشتيت المسائل بل المحافظة على حوكمة أفقية تمكن من مراقبة تطبيق القرارات. المسألة الأخيرة الشائكة هي قضية الصيد البحري التي تريد بريطانيا العظمى ادراجها في صلب الإتفاق مع مراجعتها كل سنة. لكن ميشال بارنيه أشار إلى أن الإتحاد يرغب في إرساء علاقة مستدامة بين الجانبين وأن مسالة الصيد البحري واستخدام المياه في المنطقتين يتطلب استقرارا واضحا.
كابوس عدم الإتفاق
إعلان ميشال بارنيه أن خلافات جسيمة تعوق التوصل إلى اتفاق في شهر جوان يندرج في إطار المخاوف المشتركة من جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا التي اصبحت تهدد اقتصاد الدول الأوروبية وبريطانيا العظمى على السواء. و أفادت تقييمات منظمة التجارة العالمية أن الأزمة سوف تكون آثارها اسوا من تلك التي شهدها الإقتصاد العالمي عام 2008. بل من المتوقع أن يشهد العالم أزمة اقتصادية تشبه تلك التي عاشها بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع تشدد بوريس جونسون ووعوده بعدم تمديد فترة التفاوض إلى ما بعد ديسمبر 2020 وتهديده بالخروج من أوروبا بدون اتفاق، رجع كابوس الطلاق القسري يخيم على العواصم الأوروبية خاصة أن نظام الإتحاد الأوروبي يفرض على الدول المشاركة أخذ القرار بالإجماع في شتى المسائل المطروحة للنقاش. وهو ما لا يسهل للجانب الأوروبي عملية حل المشاكل في مناخ الأزمات. وسوف تظهر الدورة القادمة للمفاوضات حول البريكست بداية من 18 مارس القادم مدى عمق الاختلاف وإمكانية أن يفضي إلى التوصل إلى اتفاق شامل من عدمه.
البريكست: خلافات عميقة بين أوروبا و بريطانيا العظمى عودة شبح الطلاق بدون اتفاق في زمن فيروس الكورونا
- بقلم زين العابدين بن حمدة
- 10:42 09/03/2020
- 789 عدد المشاهدات
أعلن ميشال بارنيه كبير المفاوضين الأوروبيين في ندوة صحفية عقدها يوم الخميس 5 مارس عقب اجتماع تقييمي للدورة الأولى من المفاوضات