الجزائر للقمة العربية المقبلة المقرر انعقادها أواخر شهر مارس المقبل ، ورغم أنّ الموقف الجزائري الداعي إلى عودة سوريا ليس بجديد بل هو نفسه منذ بدء الحرب في سوريا علما وأن الجزائر والعراق تحفظتا على قرار تجميد تلك العضوية في نوفمبر 2011 ، إلاّ أن هذه الدعوة تزامنت مع تطوّرات عسكريّة وسياسيّة حثيثة في الميدان السوري. وأيضا قرب انعقاد القمة العربية قد يعيد سوريا إلى المجموعة العربية رغم اللاءات التي لازالت ترفعها بعض الدول .
وقال تبون: «الجزائر وفية لمبادئها الدبلوماسية، ولا نقبل أن يُمس أي شعب عربي أو دولة عربية بسوء، وسوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية وهذا ما نعمل عليه في الواقع».وأوضح أن «من يشتري ويبيع في قضية سوريا وحتى فلسطين لا يحق له ذلك؛ لأن الأمر يتعلق بشيء لا يملكه». وكان وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم قال، قبل أيام، إن موقف بلاده تجاه سوريا «مبدئي» و»واضح» و»حاسم»، مذكرا بأن الجزائر «سبق أن اعتبرت تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية خسارة لكل الدول العربية».يشار إلى أنّ قرار تجميد عضوية سوريا اتخذته الجامعة العربية بتعلة «لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد الثورة الشعبية المناهضة لحكمه» وذلك في نوفمبر 2011 .
المعادلة السورية شهدت منذ عام 2018 تطورات متلاحقة بدأت بفتح سفارات عدة دول في دمشق بعد سنوات من قطع العلاقات بين سوريا وجيرانها العرب واغلب دول العالم مع وجود أنباء عن وجود مساع حثيثة عربية وغربية روسية بالأساس لإعادة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية. هذه المتغيرات أنضاف إليها التقدم الذي يحققه الجيش السوري واستعادة نظام الأسد سيطرته على عدد كبير من المناطق بالإضافة إلى معارك عنيفة دائرة بين قوات الجيش والقوات التركية في مدينة ادلب الإستراتيجية، فكل هذه التطوّرات أعادت المعادلة السورية إلى واجهة المشهد الإقليمي والدولي.يشار إلى أنّ الإمارات ثم البحرين أعلنت قبل عامين عودة عمل سفاراتها في دمشق بعد سنوات من انقطاع العلاقات بين الدول الخليجية والعربية أيضا من جهة وسوريا من جهة أخرى بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011.
ولئن ربط مراقبون هذه المتغيرات بدخول المعادلة السورية مرحلة مابعد الحرب ، يرى مراقبون أنّ هذه المتغيرات قد تشهد تطورات أكثر في قادم الأيام. ولئن فرضت المتغيرات والتراكمات الأخيرة سواء المتعلقة بتغير التحالفات الإقليمية والدولية ، وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الميدان السوري ودخول اللاعب التركي بكل ثقله إلى المعركة بعد تفاهمات سرية ، فإنّ النظام السوري حافظ على تحالفاته مع كل من الجانبين الروسي والإيراني. إذ تسعى روسيا بشكل حثيث إلى إعادة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية لمزيد تعزيز موقف الرئيس الحالي بشار الأسد.
دول تدعم عودة سوريا
والى جانب روسيا والجزائر سبق للعراق أن أعلنت دعمها عودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، مما يزيد من حظوظ الفرضية القائلة أن سوريا باتت قاب قوسين أو أدنى من الرجوع إلى أسوار جامعة الدول العربية بعد سنوات من تجميد عضويتها.
تونس بدورها أكدت خلال فترة حكم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي أنّ «مكان سوريا الطبيعي هو المجموعة العربية» ، كما أكد رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي أن «عودة سوريا لجامعة الدول العربية تقتضي قرارا توافقيا من كل أعضائها»، كما أن موقف المغرب لم يكن بعيدا عن الموقف التونسي والذي جاء على لسان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي أكد أن «المغرب لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق، مضيفا « أن هناك تغيرات طرأت على أرض الواقع في ما يخص الوضع السوري ينبغي أخذها بعين الاعتبار، بقدر الحاجة والضرورة الماسة إلى وجود دور وتنسيق عربيين قبل اتخاذ أي قرار».
الموقف اللبناني كان أكثر وضوحا في هذا السياق إذ دعا إلى ضرورة عودة سوريا إلى المشهد العربي ،أيضا الموقف المصري قال عنه باحثون انه يصب في خانة مساندة العودة إذ مثلت زيارة اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري النادرة إلى مصر في 2018 كانت نقطة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية السورية التي تدهورت منذ اندلاع الأزمة في دمشق سنة 2011 .
قبيل القمة العربية الـ32 المقرر انعقادها مارس المقبل: هل تعود سوريا إلى جامعة الدول العربية ؟
- بقلم وفاء العرفاوي
- 11:02 24/02/2020
- 945 عدد المشاهدات
دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى رفع التجميد عن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وذلك قبيل احتضان