الجزائريون للشارع مطالبين بالتغيير الحقيقي. واليوم لا يزال الشارع الجزائري يشهد مظاهر عديدة لهذا الحراك مثل استمرار المسيرات الأسبوعية التي ترفع خلالها مطالب المتظاهرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .
ويبدو الرئيس تبون منذ انتخابه خلفا لبوتفليقة منسجما مع تطلعات الحراك وقد أعلن مرارا تبنيه لكل المطالب «الثورية» . كما لفت الأنظار بسبب التصريحات المواقف والقرارات التي تبناها، آخرها إعلانه في حديث صحفي بأنه سيحقق التغيير الجذري الذي وعد به لكنه يحتاج إلى وقت . معتبرا أن «الإصلاحات السياسية» خصوصا مراجعة الدستور «أولوية».
واحدى أهم النقاط التي ركز عليها الرئيس الجزائري هي الإصلاح الاقتصادي عن طريق وقف الاستيراد الجامح. كما منح الرئيس الشعب حرية الاختيار بين النظامين الرئاسي والبرلماني موضحا بأن بلاده ستستمر في النظام شبه البرلماني، أو ما يعرفه البعض بشبه الرئاسي «إلا إذا اختار الشعب خيارا آخر في التعديل الدستوري. كما أكد تبون التصاقه بروح الحراك الشعبي مشيرا في تصريحه الى انه «لولا الحراك لانهارت الدولة الوطنية، والشعب أوقف المؤامرة التي حيكت ضد البلاد في وقتها».
وفي الحقيقة فان وعودا كثيرة تعهد بها الرئيس الجزائري لشعبه مثل استرجاع رفات شهداء الثورة الجزائرية لدى فرنسا. واليوم فيما يحتفل الجزائريون بمرور عام على انطلاق حراكهم الذي أدخل الدولة بمرحلة جديدة في تاريخها، ورغم اجراء الانتخابات التي أتت بالرئيس تبون الى سدة الحكم ، الا ان المظاهرات لم تتوقف في محاولة للإبقاء على نبض الشارع الثائر كقوة ضغط على الحكام الحاليين . فيوم 22 فيفري من سنة 2019 كان حاسما للجزائريين وأعاد الشباب من مختلف الشرائح إلى بوابة النشاط السياسي بعد عزوف كبير .
لقد قطعت الجزائر شوطا هاما على طريق التغيير ، ولكن اذا لم يترافق مع إصلاح اقتصادي واجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية المنشودة في بلد ينعم بالثروات الطبيعية، فإن هذا التغيير الذي ينشده المتظاهرون سيستغرق وقتا أطول ليعطي ثماره .
الجزائر ووعود التغيير
- بقلم روعة قاسم
- 15:56 22/02/2020
- 885 عدد المشاهدات
اليوم يمرّ عام على انطلاق الحراك الجزائري والذي أنهى حكم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد مظاهرات مليونية خرج خلالها