لما يزيد عن أربعين عاما ، حلت الذكرى هذا العام وسط تصعيد غير مسبوق للمشهد العسكري، إذ انتقلت المواجهات المسلحة بين مدينة وأخرى إلى مهاجمة العاصمة طرابلس وانسداد أفق المسار السياسي، مسار يحاول المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة وبالتعاون مع باقي المنظمات الإقليمية استئنافه بأسرع وقت ممكن قبل أن تخرج أزمة ليبيا عن السيطرة ويمتد حريقها إلى دول الجوار .
يرى طيف من الملاحظين بان ثورة 17 فبراير ولئن أنهت حكما استبداديا إلا أنها فشلت في وضع البلاد على سكة الانتقال الديمقراطي وبناء دولة مدنية وتوزيع عادل للثروات بليبيا ، فشل كان بسبب افتقار الليبيين للتجربة السياسية عكس باقي دول ما يعرف ببلدان الربيع العربي سيما تونس ومصر . وكذلك بسبب انقلاب جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة ودخول الجماعات المتطرفة على الخط على انتخابات 2014 ومقاطعتهم لجلسات مجلس النواب المنتخب، إذ أنشأت تلك المجموعات تنظيما مسلحا سمته فجر ليبيا وهو جسم موازي للجيش .. ومن هناك انزلقت الثورة إلى ما يشبه الحرب الأهلية .. تكرر الهجمات على الهلال النفطي انقسم المصرف المركزي تعددت الحكومات .. تتالت المبادرات السياسية و المؤتمرات الدولية لكن دون جدوى . بينما يرى شق آخر من المراقبين بان ليبيا تتعرض إلى مؤامرة خارجية بتواطؤ داخلي بسبب أطماع خارجية و صراع مصالح بين أطراف دولية معلومة ..
أمام هكذا فوضى حاول عقلاء ليبيا ممثلون في المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية تهدئة الأوضاع ووقف التدخلات الخارجية حيث نجح هؤلاء العقلاء في إبعاد الحرب الأهلية و حماية ثروات البلاد، لكنهم فشلوا في الحفاظ على سيادة ليبيا .ولاحظ المتابعون بأنه ليس من السهل تحاشي الحرب الأهلية في ظل وجود و انتشار 21 مليون قطعة سلاح خارج إطار الدولة .
اجتماع اللجنة الدولية المنبثقة عن مؤتمر برلين
على صعيد آخر ترأس وزير خارجية ألمانيا اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر برلين أو ما سمي باللجنة الدولية لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر أول أمس الأحد، الاجتماع ناقش كافة الخيارات لدعم وقف رسمي لإطلاق النار فيما جرى اتفاق بهذا الشأن، كما درس الاجتماع فرضية إرسال الاتحاد الأوروبي بعثة حفظ سلام عسكرية حيث اجمع المجتمعون على أنّ أي اتفاق لوقف إطلاق النار يحتاج إلى من يراقبه ويديره. وكان وزير خارجية ألمانيا أشار إلى أن آلية تسوية النزاع في ليبيا التي توصل إليها مؤتمر برلين حدد 55 نقطة لحلحلة الأزمة ضمنها الالتزام بعدم التدخل في النزاع المسلح في ليبيا و دعم عمل المبعوث الاممي وتوفير تدابير بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة .
إلى ذلك نوه عدد من النشطاء السياسيين من مختلف أقاليم ليبيا إلى أهمية دور المنظمات الدولية المستقلة الداعمة للسلام في دعم جهود إعادة الاستقرار والسلام في بلادهم، على غرار الاتحاد الأمريكي – الإفريقي للسلام الذي يستعد لتنظيم ملتقى بتونس لبحث خيارات إرساء السلام في ليبيا.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم، وفي إطار انفتاحها وتعاونها مع هذه المنظمات كلفت مركز الحوار الإنساني بجينيف لتنظيم عديد الحوارات بين الفرقاء الليبيين.