الذي وصل بنغازي قادما من طرابلس،حيث جرى بحث كيفية تعزيز وقف إطلاق النار تمهيدا لاستئناف المشاورات السياسية .وتحرك الدبلوماسية الايطالية يأتي استكمالا لتبني مجلس الأمن الدولي لمسودة قرار بريطاني يدعو إلى وقف إطلاق النار، ومع تجهيز بعثة الأمم المتحدة لانعقاد الجولة الثانية من المفاوضات العسكرية 5+5 الثلاثاء القادم في جينيف واجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا الأحد المقبل برئاسة وزير خارجية ألمانيا من اجل ضمان تنفيذ مخرجات ذلك المؤتمر .
وبقدر ما استبشر المراقبون ببداية بروز مؤشرات لحلحلة الأزمة الليبية، فقد مابرزت مخاوف حقيقية بسبب عجز كل من رئيس حكومة الوفاق السيطرة على قادة المليشيات المسلحة، وأيضا فشل القيادة العامة للجيش في فرض الانضباط التام على عدد من منتسبي المؤسسة العسكرية.
إذ كان من المفروض إصدار كل من حفتر والسراج تعليمات صارمة بعدم خرق وقف إطلاق النار سواء بمحاور القتال حول طرابلس أو باقي المناطق، لكن شيء من ذلك لم يقع أو انه وقع لكن لم يتم احترامه من القيادات الميدانية. علما بان المبعوث الاممي نفسه سبق أن لاحظ أن احد أهم عائق للتهدئة هو فشل حكومة الوفاق في السيطرة على المجموعات المسلحة بما الجماعات المتطرفة والمصنفة جماعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة و أنصار الشريعة و مجالس الشورى و سرايا الدفاع عن بنغازي.
حرب ميليشيات
ويلفت المراقبون النظر إلى أن أمراء الحرب الذين دمروا مطار طرابلس الدولي في 2014 وكانوا وراء مجازر وحشية في بني وليد وغرغور وساحة الكبش في بنغازي ومجزرة القرابلي ومجزرة براك الشاطئ وغيرها يخشون ضياع مصالحهم ومحاسبتهم في حال استقرت أوضاع الدولة .
من هنا جاء التصعيد العسكري الذي عقب تبني مجلس الأمن الدولي لقرار يدعو إلى وقف إطلاق النار والتحفيز لاستئناف الحوار السياسي ومواصلة المفاوضات العسكرية غير المباشرة برعاية وإشراف الامم المتحدة .من هنا جاء التصعيد بمحاور جنوب طرابلس بشكل غير مسبوق مواجهات كان مسرحها محور الهضبة والسواني سقط فيها العشرات بين قتيل و جريح و اسر عدد كبير من المرتزقة الأجانب، مواجهات بمختلف أنواع الأسلحة انتهت بسيطرة الجيش على ضاحية السواني – 20 كلم عن طرابلس وإحراز تقدم بمحور الهضبة ، يشار إلى أن ضاحية السواني المعروفة بسواني بن ادم حلقة الوصل بين كل من طرابلس الزهراء والعزايزية وقصر بن غشير وهي بذلك تعتبر البوابة الجنوبية للعاصمة طرابلس و هو ما جعل طرفي الاقتتال يركزان على السواني .
المحصلة وقف إطلاق النار في ليبيا يتطلب بالضرورة إرسال مراقبين على الميدان، مرفوقا بمنع تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب وسحب المقاتلين الذين يتواجدون إلى جانب حكومة الوفاق ، نقطة يعمل عليها الآن الاتحاد الأوروبي إذ كشف مصدر دبلوماسي أوروبي سعي دول الاتحاد المعنية وعلى رأسها ألمانيا إنشاء قوة جوية وبحرية لمراقبة و منع وصول السلاح والمقاتلين إلى ليبيا. للتذكير فان الاتحاد الإفريقي وعلى هامش انعقاد الدورة العادية ال33 للاتحاد المنعقدة في أديس أبابا مؤخرا جدد استعداده إرسال فريق مراقبين إلى ليبيا ورفض التدخل الخارجي ودعم كل حوار ليبي – ليبي .