إذ يتعامل بطريقة مليئة بالإذلال والضرب تحت الحزام حسب نظرية المؤامرة والصفقة في تحقيق غاياته ومطامعه الإستراتيجية خاصة في مصادر الطاقة والنفط .
وبات واضحا أن هدف واشنطن الأساسي إطالة أمد الأزمة في سورية خدمة لمصالح “إسرائيل»، ليكون الكيان الصهيوني المسيطر على المنطقة بأكملها، وبالنظر إلى الواقع نجد أن أمريكا تعلمت من درس العراق وأفغانستان جيداً وما تكبدته من خسائر جراء الحرب هناك، الأمر الذي استدعى تغييرا جذريا في طريقة الغزو، مستبعدة الخيار العسكري المباشر، لتخوض حرباً بالوكالة عن طريق إنشاء تنظيمات إرهابية مثل ‘’داعش’’، تعمل على إنهاك الدول بالداخل وتحقق مرادها دون أن تظهر في الصورة، معتمدة على التفتيت العرقي، وكانت سورية على رأس خطتها.
بالتزامن مع تقدم الجيش السوري في معركة إدلب وتحقيقه إنجازات كبيرة، صعّدت أمريكا وأعوانها من وتيرة استهدافها على كل الجبهات، صواريخ غراند التي دعم النظام التركي فيها ارهابيي إدلب، وبعدها توالت الخطوات العدوانية الاقتصادية بدءا من مشروع قانون سيزر والذي كان هدفه منع الدولة السورية وحلفائها من إعادة إعمار سوريا، مروراً بمعركة الدولار وصولا إلى استنزاف الدولة السورية عبر الحصار، ولا ننسى سرقتها للنفط والسيليكون الموجود في منطقة الجزيرة السورية بينما تقوم تركيا بسرقة القمح.
وللحقيقة والتاريخ أن اللعبة الأمريكية قد انكشفت لدينا بالأدلة والوثائق، والتصريحات الأمنية من مراكز القرار السوري، وإنتشار فضائحها بهذه المساحة الواسعة زمناً وجغرافية والبطاقة الشخصية الأمريكية الساقطة أخلاقياً وأرشيفها التآمري المخزي يجعلنا أنْ نشير لها بأصابع الاتهام والإدانة، وعليه، نفهم غض أميركا والغرب النظر عن حرب تنظيم «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى، لأنها تدرك أن سورية قادرة على قيادة المنطقة والصراع ضد إسرائيل، لذلك تعمل على تدميرها وإضعافها في المنطقة، وفي هذه اللعبة فإن الشعب السوري على دراية تامة بهذا المخطط الأمريكي، وزراعتها لداعش التكفيري في المنطقة، للوصول إلى الغاية المرجوة، وهي تقسيم سورية طائفياً وإضعافها في المنطقة.
رغم أن أمريكا وضعت آمالاً كبيرة على هذه التنظيمات المتطرفة، إلا أنه لم يكن بحسبانها أن يوجه إليها صفعات متتالية في غضون أيام قليلة، ما جعلها في صدمة كبيرة وقلق شديد، بعد الإخفاق الأمريكي في تحقيق أي مكاسب في الميدان، خاصة بعد تقدم الجيش في ادلب، الذي وضع أمريكا في موقف صعب خصوصا مع وصول مقاتلي الجيش إلى معرة النعمان ونصب الأعلام الوطنية هناك وهي صفعة قوية لكل قوى الشر التي تكالبت على سورية من كل حدب وصوب لتدميرها وتفتيتها.
ببساطة شديدة، أنّ سوريا على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات خاطفة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية، وأن الانتصارات ستتوالى في كل محافظات ومدن سورية وستكون مدينة ادلب النصر التالي بفعل الإرادة والعزم والثبات، لذلك فإن الذي يدور على الأرض يجعلني متأكدا إن حسم المعركة لم يعد إلا مسألة وقت ليس أكثر.