ردود فعل في أغلبها منتقدة ورافضة بدءا بالموقف الفلسطيني الرسمي الرافض وبشدة لما تضمنته الصفقة من انتهاك وتعد صارخ على حقوق الفلسطينيين، وتطرقت دول عربية وأخرى غربية إلى هذه الصفقة المرفوضة عموما من الأوساط الرسمية والشعبية في عدد من الدول في حين لم تخفي دول أخرى دعمها لها للخطة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وإلى جانبه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وسط مقاطعة فلسطينية. واثار حضور سفراء كل من سلطنة عُمان، ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ، مؤتمر الإعلان عن الصفقة ردود فعل شعبية غاضبة من الخطوة، فيما تعالت دعوات عربية ودولية إلى التفاوض المباشر بين طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعدم التشبث بالدعم الأعمى لسياسات كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
من جانبه عبر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عن رفضه لصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مشددا على أنها «صفقة لن تمر».وقال عباس في خطاب له الثلاثاء، أعقب مؤتمر ترامب: «سنبدأ فورا اتخاذ كل الإجراءات لتغيير الوضع الوظيفي للسلطة الفلسطينية، تنفيذا لقرارات المجلسين المركزي والوطني».وأضاف: «موقفنا السابق من صفقة القرن لم يتغير ونقول ألف مرة لا لصفقة العصر».
وأكد عباس «أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة».
والى جانب الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض سادت سمة الرفض كافة البيانات الصادر عن الفصائل والكتائب والأحزاب الفلسطينية باختلاف توجهاتها ومواقفها ، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة نحو توحيد الموقف الفلسطيني وتجاوز الخلافات الشخصية وتغليب مصلحة الوطن الفلسطيني . اذ يؤكد مراقبون أن وحدة الصف الفلسطيني مطلوبة وبقوة في الوقت الراهن لمواجهة الكيان الصهيوني المدعوم دون شروط من الولايات المتحدة الأمريكية.
ميدانيا أصيب، 41 فلسطينيا، بالرصاص الحي، جراء اعتداءات إسرائيلية، وسط الضفة الغربية المحتلة.وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان صحفي تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن طواقمها تعاملت مع 41 إصابة.وذكرت أن من بين الحالات، إصابتين بالرصاص الحي خلال المواجهات الدائرة بين الفلسطينيين وجيش الحرب الإسرائيلي بحي جبل الطويل بمديمة البيرة (وسط).
مواقف غربية وعربية
كما دعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في «مفاوضات مباشرة» لإيجاد «تسوية مقبولة للطرفين» بعد إعلان «صفقة القرن». وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالات أنباء روسية «يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأمريكي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية». وأعربت روسيا أكثر من مرة عن استعدادها لاستقبال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المنظمة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، «تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967». وقال ستيفان دوجاريك بعد نشر «صفقة القرن» في بيان «لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة».
«طاولة التفاوض»
من جهتها اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة ان «صفقة القرن»، «نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى طاولة المفاوضات» مؤكدة ترحيبها بهذه «المبادرة الجادة». وقال السفير لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان على تويتر «تقدر الإمارات العربية المتحدة الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي».
وتوالت ردود الأفعال العربية، على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته المزعومة للتسوية السياسية بالشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ «صفقة القرن»، وتتضمن إقامة دولة فلسطينية متصلة، وإبقاء مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لدولة الاحتلال.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في بيان، إن «إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين هو المسار الوحيد لسلام شامل ودائم».وحذّر الوزير الأردني، من تبعات خطيرة لأي إجراءات إسرائيلية من جانب واحد تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض.
هذا ودعت مصر في بيان لوزارة خارجيتها «الطرفيّن المعنييّن بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية.. والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها».السعودية قالت إنها «تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين’’..
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة ترامب للسلام هي «بكل وضوح اقتراح جدي»، مؤكدا في بيان أن «اتفاقا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل». وصدر بيان الخارجية البريطانية بعيد ترحيب رئيس الوزراء بوريس جونسون بالخطة الأمريكية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشاد بترامب قائلا إنها تقدم «طريقا واقعيا» لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وأضاف مخاطبا ترامب «وفي هذا اليوم أيضا رسمت مستقبلا مشرقا للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة من خلال طرح طريق واقعي لسلام دائم».
تركيا وحزب الله
من جهتها قالت وزارة الخارجية التركية، إن الخطة الأمريكية المزعومة للسلام في الشرق الأوسط «ولدت ميتة».جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة حول الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب اليوم، والمعروفة اعلاميا بـ«صفقة القرن».
وقال البيان إن «هذه الخطة، إنما هي خطة ضم ترمي لقتل حل الدولتين واغتصاب أراضي فلسطين».وأكد البيان على أنه «لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال».
بدوره عبّر حزب الله اللبناني، عن «إدانته ورفضه الشديد لصفقة العار التي أطلقتها إدارة ترامب المتوحشة على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه الطبيعية المشروعة».
ورأى، في بيان أصدره ، أن «الصفقة خطوةٌ خطيرة للغاية سوف يكون لها إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها».واعتبر حزب الله أن «الإدارة الأمريكية الشيطانية وبعد عقودٍ من دعم العدو وإحتلاله وإعتداءاته ومجازره بحق الشعوب العربية، توجت عدوانها اليوم، بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والشرعيّة».
من جانبها أكدت سوريا أمس الاربعاء رفضها المطلق وإدانتها ما تسمى «صفقة القرن» التي تمثل «وصفة للاستسلام لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب» ، مشددة على وقوفها الثابت مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين ، في تصريح لوكالة الانباء السورية «سانا « أمس ، إن الجمهورية العربية السورية تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق لما تسمى «صفقة القرن» والتي تمثل «وصفة للاستسلام لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب». من جهته أكد العراق،امس الأربعاء، وقوفه إلى جانب الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية بشأن موقف بغداد من الخطة المزعومة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية قضية الشرق الأوسط، المعروفة بـ»صفقة القرن».وقال المُتحدّث باسم الوزارة أحمد الصحّاف، إن «العراق يُؤكّد وُقوفه مع إخوانه الفلسطينيّين في دفاعهم عن حُقوقهم المشروعة، ومنها: حقُّ العودة، وإقامة دولتهم المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف».