تهما بإساءة استغلال السلطة وعرقلة التحقيق في الكونغرس. وتطرح المحاكمة - ليست الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية - سيناريوهات عدة لتداعيات هذا الاستماع وأبعاد فرضية عزل ساكن البيت الأبيض أو فرضية إسقاط التهم الموجهة له.
وتتمثل التهمة الأولى التي يواجهها دونالد ترامب في إساءة استغلال السلطة عبر الضغط على أوكرانيا للإعلان عن تحقيق مع منافسه السياسي المحلي جو بايدن، من أجل مساعدة حملة ترامب الانتخابية لحصوله على ولاية ثانية. والاتهام الثاني في المحاكمة أنه عرقل تحقيق الكونغرس في قضية أوكرانيا. وتمت الموافقة على كلا الاتهامين الشهر الماضي من جانب مجلس النواب.يشار إلى أن هذه الجلسات التي يدعمها الديمقراطيون هي ثالث محاكمة تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها تمهيدا لعزل ساكن البيت الأبيض.ومن المقرر أن يجتمع أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء ، وذلك في أول يوم من المحاكمة بعد أن وافق مجلس النواب الأمريكي برئاسة نانسي بيلوسي الشهر الماضي على الاتهامين الموجهين لترامب ليتم في وقت لاحق إحالته على أنظار مجلس الشيوخ (الكونغرس).
وقال فريقه القانوني أمس الأوّل الاثنين إنّ الرئيس هو ضحية «عملية تلاعب» ذات دوافع سياسية وأنه لم يرتكب أي خطأ.وقال الفريق القانوني إن القضية «واهية» وأن الاتهامين المطروحين في المحاكمة «لا ينطويان على أي جريمة أو انتهاك للقانون على الإطلاق».
ويسود الترقب الشارع الأمريكي منذ بدء التحقيقات حول عزل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خاصة بعد التطورات الأخيرة التي أظهرتها رسالة بريد إلكتروني، كشف عنها في الفترة الأخيرة، وتدل أن البيت الأبيض سعى إلى تجميد المساعدات إلى أوكرانيا بعد 91 دقيقة فقط من مكالمة الرئيس دونالد ترامب الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينيسكي، في جويلية .
وكانت تلك المكالمة بين ترامب وزيلينيسكي قد أشعلت فتيل المساءلة حول عزل ترامب وزادت من الاتهامات الموجهة له ، بعد أن طلب الرئيس الجمهوري من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن منافسه في الانتخابات المقبلة جو بايدن وهو مايمنعه القانون الأمريكي .
ووفق تلك المكالمة التي أكدتها تقارير رسمية أمريكية وجه مجلس النواب الأمريكي ذو الغالبية الديمقراطية تهمتين لترامب أولهما إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. وفي حال تبني هاتين التهمتين ضمن جلسة عامة يرجح أن تعقد هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ (الكونغرس)، سيكون ترامب ثالث رئيس في التاريخ يوجه إليه الكونغرس الأمريكي اتهاما.
ترقب قلق
وينتظر الشارع الأمريكي والدولي على حد سواء نتائج هذه المحاكمة التي يحاول الجمهوريون والفريق القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقليل من أهميتها رغم أنها تمثل -وفق مراقبين- تهديدا جادا للفترة المتبقية من رئاسة ترامب. كما أنها تمثل تهديدا صريحا له باعتبار انه مرشح رسمي للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في نوفمبر من العام الجاري.
فيما يعتبرها شق آخر دعم غير مباشر لترامب الذي يحاول استغلال القضية لكسب تعاطف وتأييد الشارع الأمريكي عبر محاولات الظهور كبطل قومي يواجه مخططات داخلية للإطاحة به ، في حين يركز ترامب على تحقيق انتصارات خارجية تساعده على كسب هذا التحدي الذي يواجهه على غرار الملف النووي الإيراني والغارة التي استهدفت الجنرال الايراني قاسم سليماني وايضا مقتل زعيم تنظيم «داعش’’ الارهابي ابوبكر البغدادي في غارة جوية استهدفت معقله.
وينتظر الشارع الأمريكي حسم مصير ترامب إذ تؤكد تقارير أن فرضية عزله باتت أكثر واقعية مع وجود مؤيدات عدة. كما يرى شق آخر أنّ هذه المؤيدات لا تعني بالضرورة عزل ترامب خاصة وان هذا القرار الجريء وغير المسبوق سيمثل تحولا كبير في الداخل الأمريكي.
وهناك أيضا فرضية أخرى لعزل ترامب إذ تؤكد استطلاعات للرأي في أمريكا تراجع شعبية ترامب وتنامي الحركات الاحتجاجية ضده، مما أدى إلى ظهور فرضية أخرى وهي فرضية تناقلتها وسائل إعلام أمريكية مفادها أن موضوع الإطاحة بدونالد ترامب قد تتم أيضا بيد الجمهوريين في الكونغرس وذلك إذا ما أحست الأغلبية أنّ ترامب أصبح خطرا على الحزب مما يطرح إمكانية عقد صفقة بينهم وبين الديمقراطيين وبالتالي يمكن عزله .
وسبق أن ظهرت إلى العلن مؤخرا قراءات وفرضيات حول إمكانية عزل الرئيس الامريكي دونالد ترامب من منصبه قبل انتهاء عهدته الرئاسية التي بدأها في جانفي 2016 ، وذلك نتيجة عدد من الملفات أهمها إدانة اثنين من معاونيه المقربين بتهم تتعلق بخرق القوانين الانتخابية أثناء حملة ترامب الرئاسية والتي فاز اثرها على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.