انقسام الليبيين بين متفائل بإمكانية انفراج الأزمة والاتجاه الفعلي نحو التسوية السياسية ، وطي صفحة الماضي وبين متخوّف من فشل الأطراف المجتمعة في إقناع طرفي الصراع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر بالرضوخ لإرادة المجتمع الدولي .
يبدو ان مهمة الرؤساء ورؤساء الحكومات وممثلي المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة لن تكون سهلة لبلوغ التوافق المطلوب بين السراج وحفتر وبين بعض دول الجوار والإقليم .كالخلاف بين محور مصر – اليونان- فرنسا ومحور تركيا يبدو وان تلك المهمة صعبة لتشابك المصالح والصراع على النفوذ .كل هذه الأطراف المجتمعة اليوم الأحد ببرلين بدرجة أولى تتفق على تثبيت وقف إطلاق النار لكن هذه النقطة تتحفظ عليها القيادة العامة للجيش وترى أن تركيا رغم وقف إطلاق النار والتحضير للمؤتمر المذكور تواصل إرسال قواتها للغرب الليبي دعما لحكومة الوفاق .وتبعا لتلك التخوفات قد تطالب قيادة الجيش بضمانات دولية ومن الأمم المتحدة لإجبار أنقرة على وقف تدخلها .
من الضمانات كذلك إرسال فريق مراقبين من الأمم المتحدة لخطوط التماس جنوب طرابلس وما بين مصراتة وترهونة وما بين سرت ومصراتة وما بين الزاوية وصبراتة .ونظرا لتعقد الأزمة الراهنة في ليبيا فبمجرد ضمان وقف الحرب يعتبر انجازا كبيرا في انتظار انجازات قادمة قد تأتي من خلال ملتقى دولي رفيع المستوى جرت برمجته بحر الأسابيع القادمة بجينيف برعاية الأمم المتحدة ومركز الحوار الإنساني بجينيف .
يرى المراقبون بان أكبر إشكالية سوف تواجه فرض وقف إطلاق النار وضمان استمراره سيما في العاصمة طرابلس هو مصير حوالي 13 إلف من المقاتلين الذين أرسلتهم تركيا والمجموعات التشادية المسلحة الموالية للوفاق إشكالية أخرى مرتبطة بموضوع تدخل تركيا وتتمثل في تعمد القبائل إغلاق الموانئ النفطية ووقف إمداد المنطقة الغربية بالمحروقات .
الإشكاليات لا نهاية لها أمام تثبيت وقف إطلاق النار فالكل يعلم بالاحتقان الحاد بين ترهونة انتقاما من اللواء التاسع مصراتة . كذلك ووفق تقارير أمنية تجهز للهجوم على مدينة سرت لاستردادها من قوات حفتر. وتبدو مهمة الأطراف المجتمعة سيما الدولية صعبة جدا لإقرار وقف الحرب وخروج مؤتمر برلين بنتيجة ما وهو يتطلب ضغوطات واكراهات كبيرة على أكثر من طرف سواء محلي ومن دول الإقليم .
محاولات تركيز الحل
قال الكرملين أن حفتر شكر صديقه بوتين على جهوده لإحلال السلام في ليبيا وذلك على هامش اتصال هاتفي بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر وسيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي،وفي سياق التحضير لمؤتمر دولي حول ليبيا ينطلق اليوم ببرلين و بمشاركة الأطراف الدولية المؤثرة في أزمة ليبيا الراهنة باستثناء كل من تونس واليونان وقطر .
وكان القائد العام للجيش وهو في طريقه لألمانيا لحضور أشغال مؤتمر برلين حل بأثينا في زيارة غير معلنة حيث التقى وزير الخارجية اليوناني لبحث التطورات الحاصلة في ليبيا ودعم التعاون بين الطرفين .
وكان وزير الخارجية الألماني كشف أمس الأول بان الاتفاق شبه حاصل حول مخرجات مؤتمر برلين. وهو الذي سبق له لقاء حفتر بمقر القيادة العامة للجيش بالرحمة.
ويرى مراقبون بان مؤتمر برلين يعتبر الفرصة الأخيرة على طريق إرساء السلام في ليبيا قبل اندلاع الحريق والحرب الإقليمية بالمنطقة ،ولفت هؤلاء المراقبون إلى أن الليبيين يعلقون آمالا كبيرة على مخرجات مؤتمر برلين رغم قلة خبرة و تجربة ألمانيا في حل الأزمات الدولية، غير أنّ الشقّ المتفائل بنجاح مؤتمر برلين ولو نسبيا يراهن على جهود رئيس روسيا وفرنسا – ايطاليا- والدول العربية والأفريقية المشاركة إضافة إلى قدرة المشير حفتر وعقيلة صالح على التفاوض قصد الخروج بمنجز فعلي ويتمثل هذا المنجز في تثبيت وقف إطلاق النار وإيجاد الية واضحة بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي مثل إرسال فريق مراقبين من الأمم المتحدة أو بعثة عسكرية من الاتحاد الأوروبي و هكذا مقترح تدعمه ايطاليا و اليونان المغيبة عن المؤتمر. أكبر تحدي أمام وقف الحرب يتمثل في سحب المقاتلين الأتراك من ليبيا لذلك يذهب هؤلاء المتابعون إلى أنّ مسألة كهذه تتطلب جهودا كبيرة من الأمم المتحدة وروسيا للضغط على تركيا .
من هي الدول المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا ؟
يشارك اليوم الأحد في مؤتمر السلام الخاص بليبيا الذي تستضيفه برلين طرفا النزاع القائم في هذا البلد، وهما رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر، وتحضر إلى جانبهما عدة منظمات دولية و11 دولة من بينها الجزائر، في حين لم تتلق تونس البلد المجاور لليبيا دعوة لحضور هذا المؤتمر.
أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج مشاركته في مؤتمر برلين الدولي الهادف إلى إطلاق عملية سلام في ليبيا، فيما أبدى خصمه المشير خليفة حفتر، الواسع النفوذ في الشرق الاستعداد «من حيث المبدأ» للمشاركة. كما سيكون لأربع منظمات دولية حضور في هذا المؤتمر، وهي الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. إضافة إلى المنظمات الدولية تحضر المؤتمر مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن: الولايات المتحدة التي لم يؤكد رئيسها دونالد ترامب بعد مشاركته. إضافة لحضور روسيا وتركيا والصين. أما الدول الأوروبية المشاركة في الاجتماع فهي فرنسا، بريطانيا، ألمانيا باعتبارها الدولة المنظمة، بالإضافة إلى إيطاليا. ومن الدول المجاورة لليبيا التي ستكون حاضرة الجزائر .أما من بين البلدان العربية فستحضر كل من مصر والإمارات الداعمتين لحفتر.وعلى المستوى الأفريقي دعيت الكونغو في آخر لحظة، نظرا لأن الاتحاد الأفريقي كلف رئيسها دنيس ساسو نغيسو، قبل ثلاث سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية.