الشرق الأوسط في 2019 حراك شعبي مستمر.. وتطورات سياسية واقتصادية متسارعة

اعداد : روعة قاسم ووفاء العرفاوي

شهد الشرق الأوسط عام 2019 العديد من الأحداث الهامة التي تعددت بين الحروب والانتفاضات والمتغيرات المتسارعة اقتصاديا وسياسيا.

ولئن نجح الغضب الشعبي مجددا في تغيير بعض رؤوس الأنظمة الحاكمة ، يستمر هذا الحراك في بعض الدول الأخرى التي لازالت تنشد التغيير. الجزائر والعراق ولبنان وسوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر فلسطين والسودان والسعودية ..وغيرها من الدول العربية التي عاشت تقلبات سياسية واقتصادية وأمنية خلال العام 2019 كانت لها تأثيرات سواء سلبية أو ايجابية على الداخل والمحيط الإقليمي والدولي أيضا ، منها استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وأيضا استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اثر مظاهرات شعبية كبيرة والترقب الذي تعيش على وقعه البلاد في انتظار تشكيل الحكومة ، بالإضافة إلى عزل الرئيس السوداني عمر البشير بعد غضب شعبي حاد وأيضا الحراك المستمر الذي تعيش على وقعه العراق رفضا للفساد ولنظام الحكم الطائفي.

وكان للاحتجاجات التي سيطرت على المشهد العربي طيلة العام نتائج متفاوتة الأهمية بينما ازداد التوتر في الشرق الأوسط خاصة بين السعودية وإيران.إذ غاب أو غُيّب في العام 2019 ستة حكام عن السلطة بينهم الرؤساء عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري الذي استقال عقب انتشار الاحتجاجات الشعبية في كافة أنحاء البلاد والتي طالبت باستقالته، علاوة على عزل الرئيس السوداني عمر البشير بعد تعالي الأصوات المنادية بإقالته . أما على صعيد المشهد العربي والحرب الدولية والعربية ضد الإرهاب فقد قتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبي بكر البغدادي في غارة جوية أمريكية استهدفته في معقله. وفيما يلي اهم الاحداث التي عرفها العام 2019 وتواريخها.

عام الاحتجاجات
قد يصح القول بأن عام ،2019 كان عام احتجاجات الشارع العربي، التي انطلقت من الجزائر والعراق، مرورا بالسودان ولبنان، ضد الأوضاع الحياتية، ومنظومة الحكم ،حيث خرج الآلاف للشوارع، مطالبين بالتغيير، ففي الجزائر وفي الثاني والعشرين من فيفري اندلعت الاحتجاجات الشعبية، ضد العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي حكم البلاد من افريل 1999 لغاية استقالته، تحت ضغط الشارع والجيش في 2 أفريل، وفي 12 ديسمبر أنتخب عبد المجيد تبون رئيسا، ثم رحل قائد أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح والذي قاد المرحلة الانتقالية في البلاد في الثالث والعشرين من ديسمبر.

وفي الحادي عشر من افريل 2019، عزل الرئيس السوداني عمر البشير بعد أشهر من احتجاجات الشارع السوداني ضد حكمه، وكانت الاحتجاجات في السودان قد اندلعت في ديسمبر من العام ،2018 لتعم جميع المدن السودانية وتتواصل إلى أن أجبرت القوات المسلحة على عزل الرئيس السوداني، والبدء في مسار تغيير باتجاه حكم مدني، مازالت فصولة متواصلة حتى الآن.

وفي العراق اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية، مع مطلع شهر أكتوبر، مطالبة بتغيير الطبقة الحاكمة في العراق وتغيير والنظام السياسي الذي يستند إلى الطائفية، وهي الاحتجاجات التي أدت إلى استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، في 30 نوفمبر، ومازالت متواصلة حتى الآن، بانتظار تسمية رئيس وزراء جديد للبلاد، في وقت يطالب فيه المحتجون بتغيير شامل في منظومة الحكم.

أما في لبنان فقد كان السيناريو مشابها بدرجة كبيرة للسيناريو العراقي، إذ انطلقت هناك في السابع عشر من أكتوبر، مظاهرات ضد الطبقة السياسية الحاكمة أدت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، في 29 اكتوبر، وتكليف حسان دياب في 19 ديسمبر، بتشكيل حكومة جديدة، وما زال حسان دياب يسعى لتشكيل حكومته، وسط مخاوف من تأثيرات كبيرة، لعدم الاستقرار السياسي على الاقتصاد اللبناني على وجه الخصوص.

وبجانب التطور الأكبر الذي شهدته معظم أنحاء المنطقة العربية، ممثلا في احتجاجات الشارع، كانت هناك أحداث أخرى مهمة، أثارت ومازالت تثير الرأي العام في هذه الدول، ففي عام 2019، شهدت مصر استفتاء على تعديلات دستورية مثيرة للجدل، في العشرين من افريل تتيح للرئيس عبد الفتاح السيسي البقاء في الحكم، حتى العام 2030، وفي السابع عشر من جوان، توفي الرئيس المصري السابق محمد مرسي، أثناء محاكمته بعد ست سنوات قضاها في السجن.

في السعودية تعرضت منشأة نفطية، تابعة لشركة أرامكو السعودية في أوت 2019 لحريق، إثر هجوم تبناه الحوثيون في اليمن، واتهمت الرياض طهران بالوقوف وراءه، في زيادة لحدة التوتر بين البلدين، ومع نهاية العام، وفي الثالث والعشرين من ديسمبر، أصدر القضاء السعودي أحكاما بالإعدام، على خمسة متهمين في قضية مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي، بعد أكثر من عام على جريمة قتله داخل القنصلية السعودية في تركيا.

وقد شهدت فلسطين المحتلة تعاظم السياسات الإسرائيلية العنصرية والاستيطانية، في غمرة مآزق متعاقبة قادت دولة الاحتلال إلى دورتَي انتخاب للكنيست وثالثة آتية في ربيع السنة المقبلة، في ظلّ انحياز أمريكي مطلق للأجندة الإسرائيلية.

26 أكتوبر: زعيم تنظيم داعش، أبي بكر البغدادي، يفجر نفسه خلال غارة جوية أمريكية شمال شرقي سوريا.

5 نوفمبر: وقعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والانفصاليون الجنوبيون اتفاقا في الرياض بوساطة سعودية يهدف إلى إنهاء القتال بين الجانبين في اليمن.

29 نوفمبر: أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي واجه احتجاجات استمرت عدة أسابيع في الشارع، عن نيته التنحي بعد يوم من مقتل مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة.

21 ديسمبر: وافق البرلمان التركي على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا.

23 ديسمبر: وفاة نائب وزير الدفاع الجزائري رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح.

24 ديسمبر: وقعت الكويت والسعودية اتفاقية ملحقة باتفاقية تقسيم المنطقة «المحايدة» (المقسومة) واتفاقية تقسيم المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بينهما ومذكرة تفاهم.

25 ديسمبر: وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع الرئيس التونسي قيس سعيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115