نحو تسوية عادلة تؤدي الى الاستقرار والامن وبناء دولة ديمقراطية .عبد الإله الخطيب كان قد عينه بان كي مون في السادس من افريل 2011 مبعوثا لدى ليبيا و كان يشغل قبل ذلك منصب وزير خارجية الاردن ذلك لإجراء مفاوضات عاجلة في وقت كانت فيه الدماء ساخنة عقب انتفاضة تحولت من السلمية الى المسلحة واسقطت تلك الانتفاضة النظام . و لم يبق الخطيب سوى 4 اشهر في مهمته .
ثم جاء بعده مارتن في 20 سبتمبر وهو دبلوماسي بريطاني وظل هذا الاخير على راس البعثة حتى اكتوبر 2012 – بعده جاء طارق متري اللبناني وهو سياسي وأكاديمي ووزير اعلام سابق، في أوت 2012 واستمر في مهامه حوالي السنتين وكان له نشاط لافت مع كل الاطراف. اشتعلت الحرب في طرابلس وبنغازي ولم تمهله طويلا –فصرح بان مهمته اصبحت مستحيلة – ثم حصل تعيين الاسباني برنارد ليون 2014 والذي ساهم بقدر كبير في التحضير للاتفاق السياسي المنعقد بالصخيرات المغربية. وفي نوفمبر 2015 عينت الامم المتحدة مبعوثا جديدا وهو الالماني مارتن كوبلر الذي اشرف على حفل التوقيع على اتفاق الصخيرات. لكنه -مرة اخرى- فشل في المهمة وترك مكانه للمبعوث الحالي اللبناني غسان سلامة الذي قضى وأكبر فترة زمنية مبعوثا أمميا القاسم المشترك بين هؤلاء المبعوثين الاممين هو الفشل وضبابية الرؤية لأسباب متعددة .
ويرى متابعون بان الامم المتحدة تتحمل المسؤلية الاخلاقية وحتى القانونية فيما وصلت اليه الاوضاع في ليبيا فهي مسؤولة قانونا بحماية المدنيين تبعا لقرارات مجلس الامن الدولي ذات العلاقة – وهي المسؤولة عن انهاء معضلة انتشار السلاح وايجاد آلية لتوزيع عادل لايردات النفط وحفظ سيادة ليبيا وبناء مؤسسات الدولة وتوسيع قاعدة الحوار تمهيدا للمصالحة الوطنية الشاملة. كما ان ضعف اداء البعثة الاممية تمثل في هشاشة وثيقة الاتفاق السياسي وانسداد الافاق امام الحل السلمي مما ادى لاندلاع الحرب الراهنة في طرابلس. واضاف المتابعون بان اعلان المشير حفتر الحرب على طرابلس يمثل إطلاق رصاصة الرحمة كما يقال على اتفاق الصخيرات الذي جاء لانقاذ جماعة الاخوان وباقي الجماعات ذات التوجه الاسلامي في الوقت الذي سقط فيه اخوان مصر وتقلص نفوذهم في دول اخرى وتحاول اطراف اقليمية نافذة توطين الاخوان في ليبيا .
وسط هذا الفشل للامم المتحدة يحاول المبعوث الاممي الحالي غسان سلامة انقاذ المسار السياسي عبر مؤتمر برلين وسط شكوك في امكانية نجاح المانيا بالتعاون مع الامم المتحدة في انجاز هذا المؤتمر. بسبب التطورات العسكرية الراهنة وتوقيع السراج على مذكرة تفاهم مع تركيا مع ردود الافعال المحلية الرافضة بقوة لها ، اضافة الى وجود مؤشرات اندلاع حرب اقليمية على ارض ليبيا .
تجاذبات سياسية
فشل التعاطي مع ازمة ليبيا لا تختص به الامم المتحدة لوحدها انما تتحمل المسؤولية الاكبر في ما وصلت اليه البلاد لكونها قانونا هي المسؤولة، وهذا تشترك فيه منظمات اقليمية اخرى بدرجات متفاوتة فالجامعة العربية كانت في بداية الازمة و حتى 2016 غائبة تماما عن الملف الليبي ومع تسلم احمد ابو الغيط تداركت ذلك وعينت مبعوثا
للجامعة لدى ليبيا وهو المرحوم صلاح الدين الجمالي .لكن اطرافا دولية وحتى الأمم المتحدة ومجلس الامن لم يدعموها بعد فشل اتفاق الصخيرات وقد ضاعف الاتحاد الافريقي من مساعيه للحل.
الاتحاد الاروبي وبحكم ارتباط دولة بالضفة الجنوبية بليبيا – ايطاليا وفرنسا وبحكم المصالح في ليبيا . تحرك وقام ببعث عملية صوفيا البحرية – لمحاربة الهجرة والتهريب، لكن بسبب تضارب المصالح حصل انقسام ومع الانقسام توقفت عملية صوفيا وتوترت العلاقة بين روما وباريس غير انها تحسنت مؤخرا .
وقد احتضنت باريس وروما مؤتمرات ولقاءات بين السراج وحفتر اضافة لمؤتمر الرؤساء بباليرمو – غير ان الفشل كان دوما مآل تلك المبادرات .يبقى الليبيون و حدهم يدفعون ثمن ذلك الفشل المتواصل ..