مذكرتي التفاهم ، البحرية – الأمنية – العسكرية، تركيا من أن تصبح اللاعب المحوري في الأزمة الليبية الراهنة إلى درجة أن طيفا من المتابعين بات يتحدث عن وصاية تركية على ليبيا .
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد أجرى اتصالا هاتفيا في الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي بوتين وبحث معه مسألة إقرار وقف لإطلاق النار ووقف هجوم حفتر على طرابلس ومصراته. وعبر اردوغان عن أحقية بلاده في غاز شرقي المتوسط وعدم التفريط في مصالح تركيا في ليبيا أكثر من ذلك، كما ذكر اردوغان بدعمه لحكومة الوفاق واستعداده لإرسال الأسلحة وحتى إرسال قوات عسكرية في حال طلبت طرابلس وقال انه بذلك يحمي الليبيين من الخطر في اشارة الى مسلحي مدينة مصراته .
ومنذ 2014 ومع الانقسام السياسي الحاصل وإنشاء حفتر لما يعرف بقوات الكرامة وبناء مؤسسة عسكرية منفصلة عن طرابلس، عملت تركيا و اطراف اخرى على دعم جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة عملت على إغراق ليبيا بالأسلحة وبينها المتطورة. وتضاعف ذلك الدعم بعد إطلاق المشير حفتر لعملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس وغرب ليبيا من الميليشيات المسلحة وكشف اردوغان في آخر تصريح له عن عزمه إرسال دبابات وطائرات مسيرة لليبيا، كما جدد الاتحاد الأوروبي أمس طلبه باحترام حظر بيع أو إرسال السلاح لليبيا.
النفوذ التركي في ليبيا
نفوذ تركيا أصبح لافتا في ليبيا واضحت تتحكم فيها مما مكنها من الضغط على القائد العام للجيش خليفة حفتر وفي ذلك تفسير الإعلان سلطات طبرق الإفراج عن السفينة التركية وطاقمها التركي والتي احتجزتها بحرية القيادة العامة في ظرف 24 ساعة، حيث كان الطبيعي أن يمر الطاقم التركي على المحاكم والقضاء.
نفوذ مكن أنقرة من التحدث باسم حكومة الوفاق مع القوى الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين بهدف إيجاد تسوية شاملة في ليبيا تسوية تضمن مصالح تركيا سواء على الجغرافيا الليبية أو في شرقي المتوسط يؤكد المراقبون بان الاتحاد الأوروبي الرافض لمثل هذا المنحى للازمة الليبية لن يمنع أنقرة من تنفيذ مخططها الرامي لاحتكار التحكم في ملف بهذه الأهمية من كل الجوانب بعد ان كادت تخرج من الملف السوري بيد فارغة و أخرى لاشيء فيها .
خلافات دول الجوار لعبت دورها
طرح الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي مبادرته المعروفة لكنها فشلت كما احتضنت الجزائر – مصر- تونس والمغرب عشرات الاجتماعات بين الفرقاء المحليين واجتمع وزراء خارجية تلك الدول أكثر من مرة .. لكن دون جدوى ، بسبب الانقسامات و الخلافات الظاهرة و الخفية بين دول الجوار ..
وضع استغلته بعض دول الإقليم سيما الداعمة لجماعات الإسلام السياسي القريب من الجماعات الإرهابية – أنصار الشريعة وتنظيم «داعش» وأغدقت على تلك الجماعات السلاح و المال . وأمام ضعف أداء الأمم المتحدة ومختلف مبعوثيها ووجودهم في الغالب في موقف المتفرج على الأحداث الدامية اشتعلت الحرب الراهنة واختلط الحابل بالنابل ،لتستغل إحدى دول الإقليم الموقف وتحتكر أحقية لعب دور الوصاية على ليبيا ومكنت تلك الدولة الداعمة للإخوان من إقناع الدول الكبرى بأنها أهل للتحدث باسم ليبيا وبيدها الحل والعقد. وهذا السيناريو سوف نشاهد حلقاته وفصوله قبل وبعد مؤتمر برلين المرتقب، تبعا لما سبق فان مؤتمر برلين هو شرعنه للتدخل التركي بصفة غير مباشرة .