رسالة بريد إلكتروني، كشف عنها في الفترة الأخيرة، وتدل أن البيت الأبيض سعى إلى تجميد المساعدات إلى أوكرانيا بعد 91 دقيقة فقط من مكالمة الرئيس دونالد ترامب الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينيسكي، في جويلية .
وكانت تلك المكالمة بين ترامب وزيلينيسكي قد أشعلت فتيل المساءلة حول عزل ترامب وزادت من الاتهامات الموجهة له ، بعد أن طلب الرئيس الجمهوري من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن منافسه في الانتخابات المقبلة جو بايدن وهو مايمنعه القانون الأمريكي .
ووفق تلك المكالمة التي أكدتها تقارير رسمية أمريكية وجه مجلس النواب الأمريكي ذو الغالبية الديمقراطية تهمتين لترامب أولهما إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. وفي حال تبني هاتين التهمتين ضمن جلسة عامة يرجح أن تعقد هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ (الكونغرس)، سيكون ترامب ثالث رئيس في التاريخ يوجه إليه الكونغرس الأمريكي اتهاما.وكانت تلك المحادثة الهاتفية العنصر الأساسي في اتهام مجلس النواب لترامب باستغلال السلطة.
ترقب محلي ودولي
وتسود حالة من الترقب على الصعيد المحلي في أمريكا وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي أيضا لما ستفرزه جلسة الكونغرس المرتقبة في حق دونالد ترامب وسط ارتفاع أصوات لإدانة ترامب بعد تسريبات عن وجود أدلة «جادة وخطيرة» لدى لجنة التحقيق في حين يرى البعض أن مساعي عزل ترامب ستواجه بحملة معارضة خاصة وان ترامب يحيط نفسه بحلقة داعمة تتكون من سياسيين وفاعليين في المجتمع الأمريكي.
وقالت تقارير رسمية أمريكية أن تفاصيل المكالمة الهاتفية تكشف أنّ ترامب طلب فعلا من الرئيس الأوكراني إجراء تحقيق في شأن بايدن. ويأتي الجدل الراهن بعد اعتراف ترامب خلال مؤتمر صحفي بطلبه من الرئيس الأوكراني زيلينسكي التحقيق حول نجل جو بايدن المرشح الرئاسي وهو ما يعدّ خرقا للقانون الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية . وبمقتضى الدستور يمكن عزل الرئيس إما «للخيانة أو تقاضي الرشوة أو لارتكاب أي جريمة كبرى أخرى أو جنحة». ويرى متابعون للشأن الأمريكي أن عدم وضوح هذه المادة في الدستور الأمريكي تجعل فرضية العزل مشكوكا فيها ومرتبطة بشروط كاملة قد يكون الكونغرس ذو الغالبية الجمهورية حاسما فيها لصالح ترامب . الا ان السيناريو المرعب الذي قد يطيح بترامب فعلا هو انقلاب نواب جمهوريين على ترامب وهو مايمثل خطرا حقيقيا على استمراريته على رأس الولايات المتحدة الأمريكية .
وينتظر الشارع الأمريكي حسم مصير ترامب إذ تؤكد تقارير أن فرضية عزله باتت أكثر واقعية مع وجود مؤيدات عدة . كما يرى شق آخر أنّ هذه المؤيدات لا تعني بالضرورة عزل ترامب خاصة وان هذا القرار الجريء وغير المسبوق يحتاج إلى تصويت الكونغرس بإدانته.
وهناك أيضا فرضية أخرى لعزل ترامب إذ تؤكد استطلاعات للرأي في أمريكا تراجع شعبية ترامب وتنامي الحركات الاحتجاجية ضده، مما أدى إلى ظهور فرضية أخرى وهي فرضية تناقلتها وسائل إعلام أمريكية مفادها أن موضوع الإطاحة بدونالد ترامب قد تتم أيضا بيد الجمهوريين في الكونغرس وذلك إذا ما أحست الأغلبية أنّ ترامب أصبح خطرا على الحزب ممايطرح إمكانية عقد صفقة بينهم وبين الديمقراطيين وبالتالي يمكن عزله .
وسبق أن ظهرت إلى العلن مؤخرا قراءات وفرضيات حول إمكانية عزل الرئيس الامريكي دونالد ترامب من منصبه قبل انتهاء عهدته الرئاسية التي بدأها في جانفي 2016 ، وذلك نتيجة عدد من الملفات أهمها إدانة اثنين من معاونيه المقربين بتهم تتعلق بخرق القوانين الانتخابية أثناء حملة ترامب الرئاسية والتي فاز اثرها على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.