الحلول وليست عنوان المشاكل «...هذا ابرز ما أكده سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم خلال الندوة التي عقدتها التنسيقية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية وجمعية البناء المغاربي يوم اول امس بمناسبة مرور 102 عاما على وعد «اللورد البريطاني بلفور» ، الذي فتح باب تأسيس دولة يهودية في فلسطين ، واتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي الذي قسم دول المشرق العربي الاسلامي وتركة الامبراطورية العثمانية الى دويلات تابعة لفرنسا وبريطانيا.
وذلك بحضور نخبة من المناضلين والدبلوماسيـــــين الفلسطينيـــين والأكاديميين والخبراء بينهم هاني مبارك وسيف الدين الدريني وهشام مصطفى ومطيع كنعان ممثل حركة فتح بتونس.. كما شارك من الجانب التونسي عبد اللطيف عبيد الامين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية ووزير التربية سابقا والسفير محمد الحصايري الماجري والبشير الجويني وكمال بن يونس.. وأكد الحاضرون على ضرورة عدم الخلط بين التطبيع مع سلطات الاحتلال وزيارة الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي أو تطوير وسائل الشراكة معه ثقافيا للمساهمة في رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه منذ عقود . وحثّ الحاضرون الاعلاميين والنشطاء العرب وانصار السلام في العالم على تأسيس شبكات تواصل اجتماعي ووسائل اعلام الكترونية بعدة لغات تنجح في كسب المعركة الاعلامية مع قوى الاستعمار العالمي الجديد بأنواعه ومع سلطات الاحتلال الاسرائيلية . اضافة الى دعم الحراك الشبابي والاجتماعي الجديد التي تشهده عدة دول عربية منذ حوالي عام ، من الجزائر والسودان الى العراق ولبنان وفلسطين وتونس، مع التحذير من توظيف النزعات الثورية للشباب والمتظاهرين من قبل عواصم استعمارية هدفها مزيد اغراق المنطقة في التبعية والتخلف والفوضى والصراعات الهامشية .
دعم الحق الفلسطيني
وأكد السفير هايل الفاهوم على ايجابية رفع كبار المسؤولين في تونس والدول المغاربية والعربية سقف الخطاب والتمسك بحق شعب فلسطين في التحرر وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس ومعارضة قرارات الادارات الامريكية الاستفزازية الجديدة ومن بينها نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة واعتبار الجولان السوري أرضا تابعة لاسرائيل: واضاف بالقول :«اعتبر ان رغم ما وقع على الشعب الفلسطيني من مؤامرات الا انه لا يزال متمسكا بأرضه وتاريخه وحضارته ليس فقط لحماية حقوقه بل حقوق شعوبنا العربية بأكملها وشعوب اشقائنا بافريقيا باكملهم وأصدقائنا بأمريكا اللاتينية». وتابع: «نحن عانينا من احداثيات متعددة تعجز عن مواجهتها كل احداثيات العالم ومورست علينا ما تسمى استراتيجيات التجهيل المبنية على تزوير الحقائق ، ولكننا قاومنا بمختلف الاشكال وشبابنا اليوم من أعلى درجات التعلم ونسبة الأمية في فلسطين تكاد تكون معدومة وطورنا برامج تعليمية للكبار» .
وشدد على ان الصراعات الداخلية بين دول المنطقة اصبحت ذريعة للغرب ليضع يده على طاقاتنا واستعمالنا كأدوات لتنفيذ استراتيجيته «..واوضح :«دخلنا غرفة الانعاش وفقدنا التوازن في مرحلة من المراحل ولكن صمود اهلنا في فلسطين كسر كل هذه الحلقات». مشددا على ان فلسطين عنوان الحلول وليست عنوان المشاكل.
الغزو الاعلامي الاسرائيلي
من جهته، قدم الباحث التونسي البشير الجويني عرضا علميا موثقا حول الغزو الاعلامي والثقافي الاسرائيلي للدول والمجتمعات العربية عبر شبكات الاعلام الالكتروني والمواقع الاجتماعية الى درجة ان حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقع الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي . اما استاذ الاعلام والباحث الفلسطيني هاني مبارك فأكد ان ما هو مطلوب من الاعلام العربي والنخبة العربية هو الوعي بضرورة اقامة شراكات فعلية مع الشعب الفلسطيني واضاف :«هنا ندخل في اطار ما يسمى بالتطبيع مع الصهاينة التي اعتبرها رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد انها خيانة عظمى تستدعي الاعدام.. واكد على ضرورة التوفيق والجمع بين مقاطعة اسرائيل واضعافها وبين تمكين الشعب الفلسطيني من صموده».
اما مطيع كنعان ممثل حركة فتح في تونس فأكد في حديثه لـ«المغرب» على هامش الندوة اننا اليوم بين وعدين ... وعد بلفور ووعد ترامب الاخير او ما يسمى بصفقة القرن وتابع بالقول :«فكلاهما اعطيا مالا يملكان لمن لا يستحق سواء بلفور الذي اعطى فلسطين زاعما انها ارض بلا شعب واليهود شعب بلا ارض وترامب تصرف وكأنها مزرعة والده ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس مخالفا بذلك كل القرارات الشرعية الدولية وحتى قرارات مجلس الامن وما اتفق عليه العالم بان الاراضي المحتلة عام 1967 هي الاراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية ورغم كل ما جرى من مفاوضات بدءا من اوسلو ولغاية الآن برعاية امريكا والرباعية الدولية وكانت الادارات السابقة تقرّ مثل هذه الحقوق ولكن مع الاسف مع مجيء ترامب داس على كل هذه القرارات واعلن القدس عاصمة ابدية للعدو الصهيوني ونحن في هذه المناسبة نقول لترامب وبلفور من قبله بان الحق لا يضيع بالتقادم لان الشعب الفلسطيني موجود في كل مكان وان الشعب الفلسطيني جذوره ضاربة في الصميم من آلاف السنين ولا يمكن لا لترامب او بلفور ان يقتلع الشعب من اراضيه وستبقى فلسطينية طال الزمان او قصر وبنضال الشعب الفلسطيني ومع كل احرار العالم سواء من أشقائنا واحرار العالم سنقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف» .