غارة جوية لطيران حفتر، ضربات جوية على المطار المذكور لم تتوقف منذ انطلاق العملية العسكرية التي أطلقها المشير خليفة حفتر في الرابع من افريل الفارط، وتؤكد القيادة العامة للجيش أن غاراتها تستهدف الأهداف العسكرية دون سواها و بالدقة المطلوبة.
علما وان ما يعرف بمطار معتيقة اليوم –مدني –هو بالأساس اكبر قاعدة جوية في ليبيا اضطرت سلطات طرابلس إلى استغلاله كمطار مدني بعد تدمير مطار طرابلس الدولي بسبب الصراع المسلح بين الميليشيات للسيطرة على المواقع والمؤسسات الرسمية في 2014 .
وعلى صلة باستمرار حرب طرابلس وما سبق من تسريبات حول إرسال مقاتلين من شمال سوريا إلى غرب ليبيا وأخيرا مقتل زعيم ‘’داعش’’ توقعت مصادر عسكرية من شرق ليبيا أن يقوم التنظيم الإرهابي بتنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا آو دول الجوار بسبب شبه تصفية الدواعش في سوريا والعراق. تطورات عسكرية زادت من تعقيد الأزمة ولم يعد معلوما من يدعم الحل السياسي ومن يفضل ويراهن على الحسم العسكري ؟ كل المؤشّرات تؤيد الرأي القائل بأن حفتر تلقى الضوء الأخضر من القوى الكبرى بالزحف على طرابلس وإطلاق رصاصة الموت الرحيم كما يقال على الاتفاق السياسي ،بدليل رفض الولايات وروسيا لمشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن يدين هجوم حفتر العسكري على طرابلس. وبات شبه مؤكّد بان المجتمع الدولي لم يعد يقبل بمكونات تيار الإسلام السياسي في حكم طرابلس، بعد فشل السراج في فكّ الارتباط بجماعة الإسلام السياسي المتطرّفة .
واقع وتطورات وتحوّلات تقلّل من أهمية دور دول الجوار بسبب عجزها عن أن تكون قوة اقتراح وصاحبة رأي مسموع لدى الدول الكبرى،بدليل أن مؤتمر برلين المرتقب لم يوجه دعوة الحضور إلى دول الجوار الليبي وحتى زيارة وزير خارجية ألمانيا إلى تونس وغيرها وكان الهدف منها جمع مزيد من المعطيات حول الأزمة الليبية لا أكثر .
خالد المشري في تونس
إلى ذلك وفي شق الأزمة السياسي التقى الرئيس التونسي قيس سعيد أمس برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، مصادر مقربة من المجلس الأعلى للدولة أوضحت بان المشري اطلع سعيد على مستجدات الوضع في ليبيا وعلى أخر التطورات العسكرية والسياسية. المشري أعرب عن أمله في مواصلة تونس لدورها الايجابي والمساعدة على تحقيق الاستقرار ،وكانت الرئاسة التونسية من جانبها أكدت أن سعيد عبر عن القلق من تواصل الصراع في الجارة ليبيا.معربا عن الأسف من مواصلة إراقة الدماء بين الأشقاء وتمسك قيس سعيد بضرورة التسريع بإقرار تسوية سلمية للازمة الراهنة وأن يكون الحل نابعا من إرادة الليبيين دون تدخلات خارجية .
ويرى متابعون للشأن الليبي بان مبادرات دول الجوار على تعددها لن تأتي بالجديد ،حيث سبق للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي أن طرح مبادرة ,كما طرحت مصر عدة مبادرات لكن المجتمع الدولي لم يتفاعل مع تلك المبادرات. أكثر من ذلك فشلت مبادرات ايطالية وأخرى فرنسية و إماراتية إلى أن تطورت الأمور في ليبيا بشكل غير مسبوق ، من خلال الحرب الراهنة حول طرابلس .