الاستخبارات العراقية والأمريكية وما كانت ستنجح لولا المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الأمريكية من نظيرتها العراقية مشيرا الى ان عملية مقتل « ابي بكر البغدادي» قاصمة لظهر تنظيم « داعش» الارهابي لكن لا تعني نهايته بأي شكل من الأشكال ، موضحا في حديثه لـ«المغرب» ان الايديولوجيا التي أنشأت التنظيم لا تزال موجودة والتي تقوم بالأساس على تحريف الدين ليكون دين قتل وتعذيب ودمار موجود وانعدام فرص العمل والتخلف والجهل.
• ماهي رؤيتكم للعملية الأمريكية وماذا تعني تصفية البغدادي؟
العملية الأمريكية باستهداف البغدادي تمت بعد ملاحقة ومتابعة مستمرة من قبل أجهزة الاستخبارات العراقية والأمريكية وما كانت ستنجح لولا المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الأمريكية من نظيرتها العراقية وهذا يحسب لها بالتأكيد. وكانت العملية دقيقة التنفيذ من قبل قوات الدلتا الأمريكية التي سبق أن نفذت عملية استهداف أسامة بن لادن.
وتمثل ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي كون البغدادي كان يمثل زعامة ملهمة للتنظيم احيط بهالة من التضخيم داخل التنظيم أضفت عليه نوع من الألوهية وسط اتباعه. ومن المرجح ظهور خليفة له قريبا ويحاول خليفته ان يثبت جدارته من خلال القيام ببعض العمليات الإرهابية النوعية ذات الصدى الاعلامي الواسع وسيختار أهداف رخوة أينما كان ذلك ممكنا في العراق في سوريا في تركيا في أوربا او اي مكان آخر يمكن أن تتوفر فيه بعض المتطلبات لمثل هذه العمليات (خرق أمني... أفراد متعاونين... منفذ او اكثر... وهدف حيوي مهم).
• وهل يعني ذلك نهاية داعش؟ ام بداية مرحلة اخرى من المخططات الأمريكية في المنطقة ؟
العملية قاصمة لظهر التنظيم لكن لا تعني نهايته باي شكل من الأشكال، فالايديولوجيا التي أنشأت التنظيم لازالت موجودة وتحريف الدين ليكون دين قتل وتعذيب ودمار موجود وانعدام فرص العمل والتخلف والجهل موجودة والتميز بين الناس على اساس الدين والذهب والقومية موجود لذلك نشأ التنظيم في هذه البقعة من العالم لوجود هذه العوامل ومساعدة أجهزة مخابرات ساعدت على ظهوره و دعمته كما دعمت أسامة بن لادن قبل أن يتحول إلى تنظيم القاعدة. وسيبقى التنظيم هو البعبع الذي تخيف به الولايات المتحدة دول المنطقة لفرض شروطها على دوله لمساعدتها في محاربته غير الجادة وغير الحاسمة.
• والى اين وصلت مظاهرات العراق؟
بدأت المظاهرات في العراق مطلبية تدعو إلى توفير فرص العمل والخدمات التي عجزت الحكومات المتعاقدة منذ 2003 عن توفيرهما لأنها حكومات محاصصة حزبية واعتبر كل وزارة لأي حزب هي وزارته يفعل بحصته من الموازنة فيها كيفما يحلو له
ما شجع على الفساد ونماه إلى أن أصبح ظاهرة خطيرة قضت على كل أمل بالإصلاح خاصة وان اغلب القوى السياسية المشاركة بتلك الحكومات والحكومة الحالية لها أجنحة مسلحة بل أصبحت أقوى من الحكومة في بعض الحلقات، ما يمكنها من إعاقة اية عملية لإصلاح النظام الذي ترى فيه دوام مصالحها فلا يمكن لمن كان مساهما في خلق الفوضى ان يخلق نظام هذا ضد طبيعة الأشياء
توفرت فرص عديدة للطبقة السياسية كي تصلح الوضع العام للبلد ومنها الانتخابات الأخيرة ، فبدلا من أن توفر للمواطنين فرصة التغيير من خلال صناديق الاقتراح اسست مفوضية انتخابات حزبية محاصصة بينها في خرق فاضح للدستور وشرعت قانون انتخابات مفصل كي تبقى في السلطة وكانت النتيجة انتخابات مزورة تحدث عن تزويرها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وثبتها تقرير جهاز المخابرات الوطني العراقي في حينها فاز فيها نواب مطعون بقانونية فوزهم وحكومة محاصصة لايزال الصراع بين احزابها على اغتنام فرصة الحصول على إحدى وزاراتها قائما.
فأمام انعدام فرصة تمثيل ارادة هؤلاء الشباب بالتغيير من خلال الانتخابات غير الشفافة وغير النزيهة لم يبق غير اللجوء إلى الوسائل الأخرى التي تعكس ارادتهم بالتغيير ومنها التظاهرات والاحتجاجات والكتابات وغيرها من وسائل التعبير السلمي.
وليس أمام القوى السياسية إلا الاستجابة لهذه المطالب من خلال تعديل قانون مفوضية الانتخابات بما لا يتيح لأحزاب السلطة التحكم باختيارهم وتكليف بعثة الأمم المتحدة باختيار مجلس مفوضين ومدراء مكاتب مدراء أقسام مستقلون وتشريع قانون انتخابات منصف يتيح إمكانية تعبير هؤلاء الشباب من تمثيل ارادتهم من خلالها وإلا فنحن ذاهبون إلى الفوضى.