مضيفا أن هناك بوادر وبذور احتقان شعبي ولدت هذه الاحتجاجات .وأضاف أنّ أية تدخلات خارجية بافتعال الفوضى سيكون هدفها بالدرجة الأولى أضعاف البيئة اللبنانية المحيطة بالمقاومة اللبنانية والتأثير على نفوذها في المنطقة.
لو تقدمون لنا قراءتكم حول أبعاد ما يحصل في لبنان ؟
أولا لا شك أن الاحتجاجات المطلبية التي انطلقت في لبنان غير مفتعلة خارجيا ، فهناك بوادر وبذور ولدت هذه الاحتجاجات ، أهمها ازدياد فرض الضرائب على الطبقة الفقيرة والمتوسطة حتى أنها باتت تشمل أدق تفاصيل حياتهم وذلك لتغطية الديون التي بلغت 100 مليار دولار ولتغطية جزء من فوائد هذه الديون، في الوقت الذي تظهر فيه فضائح لكبار السياسيين اللبنانيين، كما أنّ المواطن اللبناني يرى من خلال قربه وتواصله مع المجتمع السوري كيف أنّ الخدمات في سوريا رغم الحرب هي أفضل بكثير من نظيرتها في لبنان كالكهرباء ومياه الشرب كذلك خدمة النظافة .
كيف أثرت التركيبة السياسية الصعبة في لبنان على تطورات المشهد الراهن ؟
بسبب التركيبة السياسية اللبنانية فإنّ الفرقاء اللبنانيين والأحزاب بدأوا كل على حدة بركوب موجة الحركة المطلبية واعتبار انفسهم جزءا منها إلقاء المسؤولية على باقي الأطراف. ولوحظت مواقف متطرفة تدعو إلى إسقاط العهد برمته أي إسقاط الحكومة ورئاسة الجمهورية بهدف افتعال فراغ سياسي يسير الأمور إلى المجهول وعندها سيكون أصحاب تلك المواقف جاهزين لاستدراج تدخلات وضغوط سياسية خارجية ، فالديون الهائلة على الدولة اللبنانية ستكون ذريعة هذا التدخل في ظل عدم تمكن الدولة من تحمل مسؤولياتها الاقتصادية والخدمية . هذا الاستدراج وهذه التدخلات بفعل الفوضى -إن حصلت- سيكون هدفها بالدرجة الأولى أضعاف البيئة اللبنانية المحيطة بالمقاومة اللبنانية والتأثير عليها من ناحية طروحات تتعلق بكونها (امتداد للنفوذ الإيراني) حسب نفس المواقف المتطرفة، وبالتالي زيادة أضعاف الخاصرة الغربية لسورية التي هي بالأساس خاصرة رخوة منذ عقود .استقالة وزراء كتلة قوية بزعامة سمير جعجع بالأمس كانت خطوة في طريق انزلاق لبنان في الفوضى، وقطع طريق امام اي حلول قد تطرح خصوصا إذا رافقهتا استقالات أخرى تسبب انهيار الحكومة .
هل مايحصل في لبنان يرتقي إلى بوادر ثورة وكيف ترون المواقف الدولية مما يحصل ؟
لا أظن أن الأمور ستترك في لبنان لتنفلت أكثر من ذلك ، هناك قوى سياسية لم تشارك حتى الآن على الأرض منها و أهمها حزب الله رغم أن السيد حسن نصر الله يدعم -ضمنيا- حركة الشارع بشرط عدم انسياقها في زواريب الأحزاب وتسييسها ، و أكيد أنه في لحظة ما سيكون لهذه القوى كلمتها وموقفها الحازم والفاعل . وبالنسبة للمواقف الدولية لا زالت في طور الانتظار وطلب الحكمة في التعامل مع الشارع ، أوروبيا يتضح عدم الرغبة في الفوضى ، أما أمريكيا وخليجيا فأظن أن هناك من يريد من الحراك تكرار الأحداث التي جرت في العراق منذ أسابيع على الأرض اللبنانية ، أيّ خلط الأوراق في جميع الاتجاهات والساحات .