سيطر مقاتلو جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الإسلامية المتحالفة معها على بلدة إستراتيجية كانت تحت سيطرة قوات النظام، بعد معارك تسببت في مقتل سبعين عنصرا من الطرفين خلال اقل من 48 ساعة، وفق حصيلة أوردها المرصد السّوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة.
وقتل 28 مدنيا الخميس بينهم نساء وأطفال جراء قصف جوي استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في محافظة ادلب (شمال غرب) يأوي عائلات نازحة من محافظة حلب (شمال) المجاورة. ولم يشر المرصد إلى الجهة المسؤولة عن الغارات.وأكدت روسيا التي تشن طائراتها ايضا غارات في سوريا، عدم تحليق اي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف.
واتهم ناشطون معارضون الخميس قوات النظام بالضربات، إلا أن القيادة العامة للجيش السوري نفت الجمعة في بيان «استهداف سلاح الجو السوري مخيما للنازحين في ريف ادلب»، محملة مسؤولية القصف «لبعض المجموعات الإرهابية التي بدأت في الآونة الأخيرة، وبتوجيه من جهات خارجية معروفة، بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري».
تنديد دولي
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا ورجال إنقاذ يعملون على إخماد الحريق الذي اجتاح المخيم، فيما يغطي احدهم جثة متفحمة.
وبدت حالة من الفوضى داخل المخيم الذي التهمت النيران خيمه الزرقاء وكان الدخان يتصاعد منه.واثار استهداف المخيم تنديدا دوليا واسعا، إذ طالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين بإجراء تحقيق فوري حول هذه الضربات.
وقال في بيان «إذا اكتشفنا أن هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب»، مضيفا «شعرت بالرعب والاشمئزاز إزاء الأنباء المتعلقة بمقتل مدنيين (...) في غارات جوية أصابت منشأتين لجأ إليهما نازحون بحثا عن ملاذ».وندّدت فرنسا أمس الجمعة بالغارة، ووصفتها بأنها «مقززة وغير مقبولة» متهمة الطيران السوري بتنفيذها، ودعت في الوقت ذاته إلى إجراء تحقيق محايد. واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حمّل مسؤولية هذه الضربات لنظام الرئيس بشار الأسد، أن «ازدراء نظام الأسد بالجهود المبذولة لإعادة إرساء الهدنة شديد الوضوح للجميع».
وشدد الاتحاد الأوروبي من جهته، من دون تحديد المسؤول عن شن هذه الضربات، على أنّ «الهجمات على مخيمات للاجئين غير مقبولة وتشكل خرقا فاضحا للقانون الإنساني الدولي».وتسيطر جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المتحالفة معها في إطار «جيش الفتح»، على كامل محافظة ادلب منذ الصيف الماضي.