جميع الملفات، اليمن بانطلاق سوريا وأزمة ليبيا عبر دعم فعلي لمسار المفاوضات. لكن فجأة اختلطت الأوراق بعد الغزو التركي لشمال سوريا،فما هي مستجدات الأزمة الليبية؟ وما المطلوب من مؤتمر برلين القادم ؟ ومن هي الأطراف المعنية بالحضور؟
في ما يتعلق بالتطورات الحاصلة يبدو أن دوي الرصاص والمدفعية والغارات الجوية طغت على المشهد منذ ست أشهر بعد إطلاق العملية العسكرية، فلا مبادرات محلية ولا دعوات جادة من عقلاء البلاد لوقف الحرب وبدء شبه مؤكد دعم المجتمع الدولي لحفتر .. مجتمع دولي نفذ صبره من عبث المجموعات المسلحة و سيطرتها على حكومة السراج المعترف بها دوليا ..كما بدأ المجتمع الدولي يتخلى عن السراج .. وكلمته لم تعد مسموعة دوليا .. على صلة بذلك كشفت دبلوماسية بان ليبيا لن تكون ممثلة في مؤتمر برلين و إنما سيحضر ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا .
انتظارات ومطالب
إلى ذلك أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا بأنه ينتظر ويأمل أن يخرج عن ملتقى ألمانيا القادم توصية وطلب جماعي لمجلس الأمن الدولي لإصدار قرار ملزم بوقف إرسال السلاح للتدخل الليبي وعندما نعلم حضور تركيا مؤتمر برلين، نتوقع رضوخ أنقرة لإرادة المجتمع الدولي قصد التوقف عن دعم المجموعات المسلحة والتعاون مع الأطراف الدولية والمحلية الداعمة للحوار . ويرى متابعون بان تركيا شان أي دولة أخرى لها مصالح في ليبيا تخشى ضياعها مستقبلا .. لديها تعهدات من جماعة الإخوان في طرابلس بالالتزام بتنفيذ العقود المبرمة سواء زمن ألقذافي أو بعد 2011 , تركيا تخشى تزايد النفوذ المصري .. ومتى تحصلت أنقرة على تعهد الدول الكبرى بضمان تلك المصالح فلن يهمها الإخوان ..انطلاقا من هذا الطرح والحال يصبح من حق المبعوث الاممي التفاؤل بحصول انفراج للازمة الراهنة في ليبيا .
بعيدا عن الاستعدادات لمؤتمر ألمانيا يستعد مركز جينيف للحوار الإنساني لتنظيم اجتماع للنخب والأحزاب السياسية الليبية خلال الأيام القادمة لتهيئة ظروف ملائمة لإطلاق الحوار السياسي مجددا .
نجاح الحراك الدبلوماسي الراهن والقادم حول سبل حل الأزمة في ليبيا يتوقف على صرامة قرارات مجلس الأمن الدولي والحزم في تنفيذها على صلة بالقرارات السابقة والضغط على مكونات تيار الإسلام السياسي ومجموعاته المسلحة باقناعهم بان الوطن يسع الكل والليبيون شعب مسالم و متسامح ومن حقه أن يعيش في دولة مؤسسات ..وانه لا عاصمة الدولة طرابلس ولا اي منطقة سواها يمكن أن تبقى مختطفة من الميليشيات المسلحة فما بالك بمجموعات إرهابية .