الأولى منذ 16 عاما ، ليزيد من التوتر المخيم على المنطقة العربية نتيجة الصدام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الخليجيين من جهة وإيران من جهة أخرى.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن «هذا الانتشار سيعزز الدفاع الجوي والصاروخي للمملكة عن البنية التحتية العسكرية والمدنية الحيوية».وأضاف هوفمان «من المهم الإشارة إلى أن هذه التدابير تظهر التزامنا تجاه شركائنا الإقليميين وتجاه أمن الشرق الأوسط واستقراره». وتعيش المنطقة على وقع توترات متزايدة بين إيران وأمريكا ودول الخليج نتيجة عدة تراكمات بدأت منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم وإعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المثير للجدل مرورا بالاتهامات التي توجهها لإيران بتغذية «الإرهاب والتطرف في المنطقة» وسط تنامي مخاوف الدول الخليجية من تغول النفوذ الإيراني في دول المنطقة على غرار سوريا والعراق ولبنان واليمن ، وصولا إلى أزمة الناقلات النفطية الأخيرة والتهديدات التي باتت تواجهها الملاحة الدولية في مياه الخليج وأيضا الاتهام السعودي لإيران بالوقوف وراء الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة «أرامكو» في وقت سابق من الشهر الجاري.
العلاقات الإيرانية الأمريكية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ«المغرب» أنّ «العلاقات الأمريكية- الإيرانية باتت اليوم تشكل محور اهتمام دولي وسط ترقب مثير من قبل العديد من دول العالم، لما لهذا التطور المهم من انعكاسات واضحة على ملفات سياسية وأمنية وإستراتيجية متداخلة ومعقدة، ويواجه الرئيس الأمريكي ترامب المعضلة منذ وصوله إلى سدة الحكم فهو من جهة يسعى إلى تقديم نفسه بصورة الرئيس القوي المنتصر، ومن جهة أخرى يريد التمسك بالتزاماته الانتخابية بعدم التدخل العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط» وفق تعبيره.
واضاف محدثنا «قبل ثلاثة أشهر تراجع ترامب «قبل عشر دقائق من موعد الضربة على ايران»، وبعد القصف الذي استهدف السعودية سارع وزير الخارجية مايك بومبيو إلى اتهام ايران بشكل مباشر، إلا أن ترامب كان أكثر حذرا من وزير خارجيته عبر القول بأنه ينتظر “التحقق” لكشف مصدر الهجوم».
وتابع محدثنا «يری البعض إن تراجع بومبيو عن شروطه التعجيزية ضد ايران وتمني الإدارة الأمريكية بحدوث لقاء بين ترامب وروحاني تعزز المسعى لاستخدام الدبلوماسية لحل خلافاتها مع طهران بشأن برنامج إيران النووي ، وتترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام تكثيف الدبلوماسية والعمل بها، والتأكيد على ذلك ما قاله ترامب بأنه ينتظر التحقق لكشف مصدر الهجوم على المنشآت النفطية في السعودية» .
وشدد محدثنا انه في هذا السياق لن تفكر الإدارة الأمريكية في شن حربا ضد ايران لأسباب منها: قد يتخذ البيت الأبيض قرار بدء الحرب لكنه لن يملك قرار إنهائها، كما تدرك واشنطن إن كلفة الحرب كبيرة لأن الصواريخ الإيرانية قادرة علی ضرب كامل الأهداف الإستراتيجية الأميركية في المنطقة، بالإضافة إلى قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة ورفض الشارع الأمريكي الحرب على ايران والدليل علی ذلك أنهم اعتبروا إن الهجوم علی أرامكو لا يمس الأمن الوطني الأمريكي.