وانتقد أيضا دول الإمارات العربية المتحدة و مصر على خلفية دعمها العسكري و المالي المباشر لحفتر وأكد رئيس حكومة الوفاق رفض أية حوارات و مفاوضات مع القائد العام للجيش أو من يمثله .
موقف و تصريح اعتبره المتابعون لجهود المجتمع الدولي بإعادة الفر قاء المحليين للمفاوضات من خلال مؤتمر برلين المرتقب ، محاولة نسف تلك المساعي الدولية أما فيما يتعلق بدوافع و أسباب و خلفيات ما صدر عن رئيس المجلس الرئاسي فقد أبرز المتابعون أنها متعددة أولا و على المستوى الداخلي فالمؤكد بان السراج تعرض و مازال يتعرض إلى ضغوطات و ابتزاز لا طاقة له بتحملها ونظرا لضعف الدعم الدولي فقد أصبح السراج خاضعا لقادة المجموعات المسلحة وأمراء الحرب داخل طرابلس . ثانيا فشل السراج في كسب شرعية محلية وتوسيع نفوذه و انجازه ولو جزءا بسيطا مما التزم به لشعبه ,بسط الأمن ,توفير السيولة ,بناء مؤسسة عسكرية .
ثالثا يقين السراج بضعف موقعه عند أية مفاوضات قادمة وبالتالي لا يريد الذهاب إلى مؤتمر ألمانيا ولا أوراق لديه تدعمه وفي كل حال يقبل السراج البقاء تحت ضغط الميليشيات على الذهاب إلى طاولة مفاوضات فمخرجاتها لن تكون في صالحه. في علاقة بنجاحات خصمه حفتر الذي أصبح رقما صعبا في أية تسوية سياسية .
خارجيا يعلم السراج والمجموعات المسلحة الموالية للوفاق وخلفها تيار الإسلام السياسي الذي ترأسه جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة وبقايا أنصار الشريعة ومجالس الشورى ومافيا التهريب بان مؤتمر ألمانيا، سيما مع التقارب الإيطالي – الفرنسي وجدية ألمانيا, مؤكد انه سوف يتمخض عنه شيء ايجابي . و بداهة أي نتائج ايجابية هي ليست في مصلحة تلك الجماعات و التنظيمات والعصابات . لذلك ستعمل على عرقلة انجاز المؤتمر المذكور .هجوم السراج ضد حفتر ودول سماها بالاسم يأتي في سياق العرقلة دون نسيان مطالبة رئيس مجلس الدولة ومفتي الديار الليبية بإنشاء كيان مسلح لحماية ثورة 17 فبراير .
إلى ذلك كشفت القيادة العامة للجيش الليبي بان المشير حفتر بعث رسالة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة وزير خارجية فرنسا و ايطاليا وأهم ما جاء فيها ; كل محاولات حل الأزمة تصدم بعبث المليشيات –لا أمل في الحل مع استمرار التدخلات الخارجية سيما من تركيا و دول خليجية معروفة بدعم جماعة الإخوان المصنفة تنظيما إرهابيا . و أكدت رسالة القيادة العامة دعم كل مبادرة ترمي الى وقف الفوضى و بدء بناء الدولة ووضع حد للمشهد الميليشاوي .
في سياق غير صلة كشف رئيس الحكومة المؤقتة في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية عن الأسباب الحقيقية لعدم تفعيل الأمن بالجنوب . عبد الله الثني ذكر في هذا الاطار أن الداخلية المؤقتة سلمت سيارات مسلحة لعدد من مديريات امن الجنوب ,لكن من تسلموا السيارات قاموا بالتفريط فيها بالبيع لأطراف داخل دول الجوار الجنوبية. و بناء على ذلك أكد الثني أن حكومته لن تسلم أية آليات أو سيارات لإقليم فزان إلى حين توفر الجدية و الانضباط لدى المسؤولين الأمنيين بالجنوب.