المنشآت النفطية لشركة «ارامكو» التابعة للمملكة . ومنذ ذلك الهجوم الذي أعلنت جماعة «الحوثي» مسؤوليتها عنه تواجه طهران اتهامات متزايدة بالوقوف وراء الغارات وهي المعروف عنها دعمها لما يعرف بجماعة «الحوثي» أو «أنصار الله» في اليمن .
وأثارت التطورات الأخيرة في المنطقة وبالخصوص ما بات يعرف بهجمات «ارامكو’’ مجددا الخيار العسكري وإمكانية حصول مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. ورغم أنّ أغلب القراءات تستبعد مثل هذا الخيار لما يحمله من تداعيات وخيمة على الطرفين . ورغم النفي المتبادل لمثل هذا الخيار أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأول عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى الخليج بطلب من السعودية والإمارات بعد الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط تابعتين لشركة «أرامكو» السعودية. من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشديد العقوبات على إيران لتصبح «العقوبات الأقسى على الإطلاق» المفروضة على جهة خارجية. يشار الى أن أمريكا نددت بالهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين سعوديتين واعتبرته ‘’تصعيدا كبيرا للعدوان الإيراني».
وجاءت الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية المفروضة على ايران لتطال البنك المركزي وصندوق إيران للتنمية الوطنية وشركة إيرانية يقول مسؤولون أمريكيون إنها استخدمت لإخفاء تحويلات مالية لمشتريات عسكرية إيرانية
وأعادت امريكا فرض عقوبات اقتصادية مجحفة على إيران عقب إعلان واشنطن رسميا عن انسحابها من الاتفاق النووي المثير للجدل المبرم بين طهران والغرب، وكان لدخول العقوبات حيز التنفيذ ردود فعل دولية رافضة وتنديد أوروبي ودولي وتحذيرات متزايدة إلاّ أن امريكا واصلت سياستها غير آبهة بالتحذيرات الغربية خاصة.
ولم تنجح كل محاولات الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكذلك روسيا والصين في وقف قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق أو من تعديل دفة السياسة الأمريكية التي يحكمها دونالد ترامب بنمط آحادي يقوم على الصدام والمواجهة وتأجيج النزاعات في أكثر من مكان في العالم.
توتر متزايد
وتأتي هذه الخطوة التي تقوم على الحرب الاقتصادية ضد ايران-وفق مراقبين- بهدف فرض ضغط اقتصادي الى جانب العزلة السياسية التي تمارسها امريكا وحلفاؤها في الشرق الاوسط ضدّ طهران بهدف الحد من تنامي نفوذها في المنطقة .
وبعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية الشديدة على إيران، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن «بشن حرب نفسية على الأمة الإيرانية وإثارة انقسامات في صفوف الشعب’’. يشار إلى أن واشنطن أبدت مؤخرا استعدادها للتفاوض مع طهران إلا أن الخطوة لم تنجح نتيجة تضارب المواقف ،وأيضا نتيجة التصعيد الأخير في السعودية ، وهو ما اعتبره متابعون للشأن الدولي نسفا لبوادر التقارب في وجهات النظر بين البلدين والذي أطاح بمستشار الرئيس الأمريكي جون بولتون قبل أسابيع قليلة.
ويرى مراقبون أنّ إعادة فرض العقوبات من جديد على إيران حمل تأثيرات أقوى من السابق سواء التأثيرات الاقتصادية او السياسية على الصعيد الداخلي والخارجي . وعانت ايران خلال الفترة الممتدة بين 2010 و2015 من العقوبات الامريكية التي أثرت بشكل كبير على اقتصادها، إلا أن هذه الأزمة انفرجت منتصف عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي التاريخي بين الغرب وإيران لكن هذا الانفراج لم يدم طويلا بعد انسحاب الولايات المتحدة الامريكية في بداية شهر ماي 2018 من هذا الاتفاق .