خسارة موقع ثم إستعادته حرب وإقتتال زاد من الإنقسام الدولي حيال الأزمة الراهنة والصورة يجسمها فشل مجلس الأمن على مدى سبع جلسات منذ الرابع من أفريل في إصدار قرار وقف الحرب.
السؤال المطروح في ما يتعلق بطول الحرب هو ما مدى نجاح الإستراتيجية المتبعة من طرف قوات الوفاق أو قوات حفتر؟ وما تداعيات التدخلات الخارجية على مسار الحرب وهل ان المجتمع الدولي لديه جدية لوقف الحرب حول طرابلس؟
بداية لابد من التذكير بأن القيادة العامة للجيش بقيادة حفتر كان في حساباتها دخول طرابلس خلال أيام لكن شيئا من ذلك لم يتحقق لأسباب عدة أولها إحتماء المجموعات المسلحة بالمدنيين والقيام بحملات إعتقال عشوائي لكل من يتأكد دعمه لحفتر ثاني الأسباب حجم تسليح تلك المليشيات سيما بعد تلقيها كميات كبيرة من العتاد والأسلحة النوعية، بما فيها الطائرات المسيرة عن بعد حوالي (16 طائرة) أكثر من ذلك تحدثت تقارير عن إرسال أنقرة الداعمة للأخوان خبراء عسكريين اتراك إلى طرابلس ومصراته ثالث أسباب فشل قوات حفتر حسم في المعركة وفق المرسوم وجود خيانات داخل قواته من بين الملتحقين حديثا بصفوف الكرامة .
سقوط غريان
يرى مراقبون بان إستراتيجية حفتر تقوم على استنزاف قدرات المليشيات عبر فرض حصار على طرابلس وجر المليشيات لمواجهات على أطراف طرابلس بعيدا عن المدنيين، ويؤكد شق من هؤلاء المراقبين بأن هذا السيناريو أتى أكله بنسبة مئوية معينة لكن دون المتوقع بسبب خبرة قيادات المليشيات.
من عناصر استراتيجية حفتر ايضا تحييد القواعد الجوية التابعة للوفاق في طرابلس ومصراته ومهبط زوارة وهذا لم يتحقق فمقاتلات الوفاق مازالت تقلع من قاعدة معيتيقة، والكلية الحربية في مصراتة بين فشل كبير ونجاح نسبي يراهن حفتر على انتفاضة اهالي طرابلس واصطفاف قبلي وراءه سيما الزنتان وورفلة اما خارجيا فقد اعتمد القائد العام للجيش على دعم اكبر من حلفائه في الخارج فرنسا والامارات .
اما عن استراتجية الوفاق فهي غير واضحة الملامح بسبب غياب للمؤسسة العسكرية حيث ان المجموعات المسلحة لم تستطع التخلي عن السلوك المليشاوي، كما ان عددا من قادتها مطلوبون دوليا كارهبيين وما يمكن نعته بالاستراتجية هو سعي تلك المجموعات الى قطع خطوط الامداد عن قوات حفتر، وهذا ما فشلت في تحقيقه باعتبار ان الامداد مازال يصل الى قوات الجيش المرابطة عند جنوب طرابلس منذ اشهر .
مشهد وحقائق تؤكدان الحرب لن تتوقف قريبا بسبب تدفق السلاح لكل الطرفين والمقاتلين الاجانب والمرتزقة والمليشيات كما يبدو ان المجتمع الدولي ونعني الدول المؤثرة لا تضع الملف الليبي على رأس اولويات سياساتها طالما ان الازمة الراهنة تحت السيطرة وقلق دول الجوار المتزايد لن يغير سياسة تلك الدول .
تحاول دول الجوار تونس، مصر اقناع الفرقاء والمجتمع الدولي بضرورة مضاعفة الجهود لوقف الحرب والعودة لطاولة الحوار، وتدعم الجامعة العربية رغبة دول الجوار. كما ان الجامعة العربية والاتحاد الافريقي طالما نددا بالتدخل الخارجي وتنامي الارهاب في ليبيا ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الامين العام للجامعة العربية والدبلوماسية المغربية في هذا الاطار الا ان جدية القوى العظمى مازالت غائبة.