بعد خوض مواجهات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة. في ما تتجه أنظار الليبيين إلى ألمانيا التي تستعد لاحتضان مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية خلال الأسابيع القادمة، السؤال المطروح هل ينجح الألمان في حل الأزمة الراهنة ؟ وهل ستختلف مخرجات مؤتمر ألمانيا عن مخرجات المؤتمرات السابقة ؟
الثابت أن ألمانيا تعمل جاهدة على إقناع أطراف الصراع المسلح حول طرابلس بضرورة وقف الحرب وبعث حكومة موحدة والاتفاق على موعد الانتخابات العامة وهي النقاط التي يعمل على انجازها المبعوث الاممي غسان سلامة وتناولتها الخطة و المبادرة المصرية الأخيرة. ألمانيا تراهن على دعم وتعاون فرنسا في هذا الاتجاه ودول الجوار و الأقاليم الداعمة لوقف الحرب لذلك رجح المراقبون أن تجرى دعوة دول الجوار المعنية بأزمة ليبيا :تونس -مصر –النيجر -تشاد ومن دول الأقاليم المؤثرة نجد المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات .
و لئن يتحفظ طيف من الليبيين على حضور الإمارات فإنهم لا يمانعون في حضور السعودية كما توقع المراقبون أن تشمل قائمة المدعوين من الأطراف المحلية لتشمل قادة مجموعات مسلحة، وذلك بهدف انتزاع موافقة المتابعون للمشهد العسكري المحلي وخاصة الذات داخل طرابلس بأنه لا يمكن الحديث عن وقف الحرب إلا بوجود ضغوطات قوية على السراج حتى يفك الارتباط مع الجماعات المتطرفة، ،الجماعة الليبية المقاتلة وسرايا الدفاع عن بنغازي والشق المتطرف من جماعة الإخوان وقيادات أخرى ميدانية مطلوبة دوليا مثل صلاح بادي و إبراهيم الجضران وغيرهما ودون فك الارتباط بين السراج وتلك المجموعات سوف لن يأتي مؤتمر ألمانيا بجديد .
جهود ألمانية للحل
انطلاقا مما سبق سوف تبذل أنجيلا ميركل والدبلوماسية الألمانية جهودا كبيرة للضغط على القيادات المتطرفة حتى ترضخ إلى ذلك يخشى نشطاء بالمجتمع المدني أن تنزلق ليبيا إلى الحرب الأهلية، سيما بعد بروز أصوات من أعيان ترهونة بعد مقتل آمر اللواء التاسع وقائد ميداني وشقيقه من ترهونة بسبب استهدافهم بواسطة طائرة مسيرة تركية جنوب طرابلس. اصوات طالبت بالثار من مدينة مصراتة معقل جماعة الإخوان و كانت أصوات أخرى من ترهونة طالبت بإعلان النفير العام و حملات تجنيد لتنفيذ هجوم شامل على ميليشيات مصراتة المسيطرة على أجزاء كبيرة من طرابلس .
دعوات وأصوات داعية لتوسيع الحرب قابلتها أصوات تدعو الى التهدئة والعودة الى الحوار والمفاوضات ،وفي ظل استمرار التدخلات الخارجية وإغراق ليبيا بالسلاح والمقاتلين الأجانب تتأكد يوم بعد أخر مخاوف النشطاء بالمجتمع المدني ودعاة السلام من انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية التي لن تقف تداعياتها عند حدود ليبيا الجغرافية.
المحصلة مؤتمر ألمانيا سيكون نقطة فاصلة في سياق البحث عن حل الأزمة وهو ما يتطلب حسن الإعداد للمؤتمر وجدية الأطراف المحلية لتقديم تنازلات لصالح وطن اسمه ليبيا.