تشريعية مبكرة، قبل أن يتمّ تعليق أعمال البرلمان حتى 14 أكتوبر، أي قبل أسبوعين فقط من الموعد المحدد لبريكست.وتصويت يوم أمس هو الثاني خلال اقل من أسبوع بعد أن قدّم بوريس جونسون مذكرة تدعو البرلمان إلى دعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع يوم 15 أكتوبر القادم.
ولم يتمكن مقترح جونسون من الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لإجراء الانتخابات إذ تحصل فقط على تأييد 293 نائبا .وأكد رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون الذي تولى منصبه قبل أسابيع خلفا لتيريزا ماي التي استقالت يوم 27 جوان بعد فشلها في تمرير خطة للخروج من الاتحاد الأوروبي .
وكان جونسون أكّد قبل التصويت يوم أمس أنّه لن يطلب «تأجيلا جديدا» لبريكست المقرر في 31 أكتوبر بالرغم من أن قانون بهذا الصدد دخل حيز التنفيذ أمس الأول الاثنين بعد حصوله على موافقة الملكة إليزابيث الثانية. يشار إلى أنّ قرار تعليق أعمال البرلمان لمدة 5
أسابيع خلف انتقادات وخلافات عميقة داخل المملكة وزاد من تعقيدات المشهد السياسي البريطاني الذي يعيش منذ أكثر من سنتين مخاضا عسيرا فشلت خلاله حكومتان في إرساء خطة ناجعة للخروج بأقل الأضرار من الاتحاد الأوروبي.
ويشار إلى أنّ هذا التعليق هو «الأطول منذ عقود» مما أثار حالة من الغليان على الساحة السياسية في المملكة المتحدة، كما اعتبره البعض «فضيحة دستورية».
قال دومينيك كامينغز، مستشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، امس الثلاثاء، إن بلاده ستخرج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» في الموعد المحدد والمقرر في 31 أكتوبر المقبل ويأتي ذلك التأكيد، رغم إقرار مجلسي اللوردات والعموم، مشروع قانون يُجبر الحكومة على طلب تأجيل «بريكست» في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل موعد الخروج.
ضغوطات داخلية وخارجية
ويواجه جونسون الذي خلف تيريزا ماي، معضلات جمة في ما يتعلق بالخلافات القائمة في المشهد السياسي البريطاني حول ‘’البريكست’’.إذ تتمسّك المعارضة بخروج وفق اتفاق في حين يسعى بوريس جونسون إلى الخروج حتى دون التوافق حول خطة واستراتيجية للخروج. وطالب برلمانيون الحكومة بنشر وثائق سرية تتعلق بدراسة حول تداعيات البريكست دون اتفاق وسط اتهامات لها بمحاولة طمس الحقيقة والتقليل من مخاطر مثل هذه الخطوة. وتدعو المعارضة إلى تأجيل الخروج لمدة 3 أشهر إضافية وهو مطلب أصبح منذ يوم الإثنين الماضي قانونا نافذا في حين يتمسك جونسون بالخروج والدعوة لانتخابات مبكرة. ويُلزم هذا القانون رئيس الوزراء بأن يطلب من بروكسل هذا التأجيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على بريكست بحلول 19 أكتوبر أي مباشرة بعد القمة الأوروبية.
وتمارس دول الاتحاد الأوروبي ضغطا كبيرا على بريطانيا للإسراع بإجراءات الخروج من القلعة الأوروبية ، فيما تسعى الحكومة البريطانية برئاسة المثير للجدل بوريس جونسون الحصول على ضمانات أكثر عبر سلسلة من المشاورات والزيارات واللقاءات إلى بعض الدول الأوروبية .
وتستمر بريطانيا في محاولات حثيثة التوصل الى حلول بديلة بعد فشل مستمر في الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم مرور اكثر من سنتين على التصويت مع مغادرة البلاد للقلعة الأوروبية . وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس الفارط ، الاّ أنّ حكومة تيريزا ماي فشلت في الحصول على موافقة البرلمان وبالتالي قدمت استقالتها في جوان الماضي.