ليبيا: المؤتمر الوطني الجامع .. آخر ورقات المبعوث الأممي

دون شك شكل الهجوم العسكري الذي أطلقه القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر على طرابلس و غرب ليبيا في الرابع

من افريل الفارط ضربة قوية لخارطة طريق الأمم المتحدة حيث جاء ذلك الهجوم أياما قليلة قبل انعقاد الملتقى الوطني الشامل في غدامس.

أيقنت الأمم المتحدة أن القيادة العامة للجيش الليبي ماضية في تنفيذ خطتها الراهنة لتحرير كامل البلاد من المجموعات المسلحة وهي مصممة على خيار الحسم العسكري، والدليل أنّ ذلك حصل رغم تواجد الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا عند إطلاق الهجوم على طرابلس في ضيافة حفتر. وعلى مدى خمسة أشهر من عمر تلك الحرب، تضاربت مواقف وتصريحات غسان سلامة كما انقسم مجلس الأمن الدولي واصطفت لأول مرة الولايات المتحدة وراء روسيا للحيلولة دون إصدار قرار يدين حفتر. في الفترة الفارطة تدنى أداء الأمم المتحدة إلى أدنى الدرجات وكان من الطبيعي أن يبحث سلامة عن مخرج وجده سريعا المبعوث الأممي وهو تفعيل مقترح عقد المؤتمر الجامع.

ويخشى سلامة من تنفيذ حفتر للخطة التالية من طوفان الكرامة أي حول طرابلس سيما مع إدراكه بان الدولتين العظمتين أي الولايات المتحدة و روسيا على توافق بان الجيش الذي يقوده حفتر لا بديل عنه ليكون الضامن لأي اتفاق ويحمي حدود البلاد وان روسيا لا تتخوف من صداقة حفتر مع الأمريكان والعكس بالعكس. لكل تلك العناصر وسواها كثف سلامة من اتصالاته مع دول الإقليم حيث جاءت زيارته الى القاهرة للتشاور مع الأمين العام لجامعة الدول العربية و دعوته للمشاركة في المؤتمر الجامع رفقة الاتحاد الإفريقي على أن يسبق ذلك المؤتمر مؤتمر إقليمي لتهيئة ظروف انجاز المؤتمر الجامع ضمن رؤية سلامة وسوف يتم توسيع قائمة الحضور بالمؤتمر لتشمل قادة مجموعات مسلحة. إذ أكدت التجارب السابقة بان كل مخرجات المؤتمرات و الاجتماعات السابقة تبقى حبرا على ورق طالما أن الكلمة الأخيرة لقادة الميليشيات على الميدان.

جماعة الاخوان في ورطة
باستثناء تركيا واحدى الدول الخليجية الداعمتين لجماعة الإخوان المسلمين المسيطرة على طرابلس لا توجد دولة إقليمية او مجاورة تدعم جماعة الاخوان، فمصر تعتبر وجود الجماعة في الجارة الغربية تهديدا مباشرا لأمنها القومي لذلك أعلنت بكل وضوح عن دعم قوات حفتر ومجلس النواب المعترف به دوليا كما اعتبرت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا . السعودية أكدت كذلك حرصها على دعم ليبيا في محاربة الإرهاب واحترام إرادة الليبيين في حلم مشروع في بناء دولة مدنية ديمقراطية و عادلة في توزيع عائدات النفط .

الدبلوماسية السعودية نشطت من خلال وزير الخارجية عادل الجبير في مسعى الجمع بين الفرقاء الليبيين كما جرى استقبال رئيس البرلمان الليبي ورئيس حكومة الوفاق في ذات الإطار . وجدد ولي العهد محمد بن سلمان أثناء قمة العشرين وعند لقائه بالرئيس الراحل الباجي قايد السبسي دعم بلاده لأية حلول سلمية للازمة الليبية مواقف اعتاد عليها الليبيون تعكس قلق تلك الدول الشقيقة من تواصل الفوضى في ليبيا. في المقابل يدرك الليبيون بان غياب الجدية لدى الدول الفاعلة والصراع الخارجي حول ليبيا وتضارب المصالح سبب لاستمرار الأزمة دون حل .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115