ما خلف ردة فعل تركي غاضب حيث اعتبرت أنقرة الهجوم انتهاكا صريحا لاتفاقات كانت وقعتها مع روسيا . يشار إلى أن محافظة «ادلب» السورية تعد من بين آخر واهمّ المعارك المؤجلة في سوريا لما تحمله من أهمية إستراتيجية ودولية وإقليمية كما تتداخل فيها الأدوار الخارجية سواء التركية أو الأمريكية أو الروسية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف طائرة روسية شاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة كانت تستطلع الطريق أمام «الرتل» عند الأطراف الشمالية لمعرة النعمان، ما تسبّب في مقتل مقاتل من فصيل «فيلق الشام» السوري المدعوم من تركيا والذي قاتل النظام السوري.وتوقّف «الرتل» لوقت قصير قبل أن يكمل طريقه، إلى وسط المدينة. ولدى وصوله إلى وسط معرة النعمان، نفّذت طائرات سورية وأخرى روسية ضربات على أطراف المدينة، «في محاولة لمنع الرتل من التقدّم»، وفق ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن نقلا عن «فرانس براس».
قلق اقليمي
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان غاضب أمس «على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهناها إلى سلطات روسيا الاتحادية، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في منطقة ‘’إدلب’’ في انتهاك للمذكرات والاتفاقات القائمة مع روسيا». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية والروسية شنت الهجوم بهدف عرقلة تقدم القافلة العسكرية باتجاه «ادلب». وقبل الهجوم بساعات ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن آليات مدرعة تركية محملة بالذخائر اجتازت الحدود إلى شمال غرب سوريا أمس الإثنين لـ»مساعدة مقاتلي المعارضة الذين يواجهون تقدم قوات الحكومة في بلدة خان شيخون.» ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن هذا «السلوك العدواني» لن يؤثر في «عزيمة وإصرار الجيش العربي السوري على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين» في البلدة الواقعة بمحافظة إدلب وفي مناطق أخرى.
قرب موعد الحسم
ومن المنتظر أن يفتح هذا التطور الباب أمام صدام جديد بين النظام السوري مدعوما بروسيا والجانب التركي الذي يراهن على معركة «ادلب’’ لتحقيق نقاط تقدم في سوريا. يشار إلى أنه تم خلال شهر سبتمبر من العام المنقضي التوافق بين تركيا وروسيا وإيران على اتفاق يحمي «ادلب» من أي هجوم أو عمل عسكري قد ينفذه نظام بشار الأسد في المحافظة الواقعة في الشمال السوري قرب الحدود التركية السورية.
وتخشى تركيا التي تحاول عبر جهود مضنية فرض رؤيتها في الشمال السوري خشية تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها مايشكّل تهديدا صريحا لأمنها القومي.ويتمركز الأكراد منذ سنوات في الشمال السوري بعد تحقيقهم لانتصارات في المعارك ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
وصعّدت سوريا وروسيا قصفها لمنطقة «ادلب» التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص مما أدى إلى مقتل أكثر من 860 مدنيا.ويرى مراقبون أن هذه التطورات الميدانية قد توحي بقرب ساعة الصفر قبل اندلاع معركة «ادلب» المؤجلة لسنوات طويلة.