ان قصف ذات القاعدة نهاية جويلية الفارط ردا على إستهداف قاعدة الجفرة التابعة لحفتر. وتهدف هذه الغارات تجسيد القواعد العسكرية التابعة للوفاق وإخراجها من المعركة. وتشكل كل من قاعدة مصراته وقاعدة معيتيقية أهمية بالغة لحكومة الوفاق في تنفيذ طلعات قتالية ضد قوات حفتر.
في سياق آخر، كشفت مصادر دبلوماسية ليبية خاصة لـ «المغرب» عن وجود إتصالات سرية وغير مباشرة بين حفتر والسراج من شأنها أن تؤدي إلى وقف الإقتتال حول طرابلس والعودة للحوار السياسي وبعث حكومة موحدة تمثل كل مكونات المشهد السياسي وضبط المواعيد الإنتخابية ، شرط إنسحاب المجموعات المتطرفة وتسليم سلاحها وتخلي السراج عن المطلوبين دوليا.
ما ذهبت إليه المصادر الخاصة بالمغرب ، يؤشر الى أن طرفي الصراع المسلح أنهكتهما الحرب الدائرة منذ أشهر وسط تململ عدد من قبائل شرق ليبيا وإنتهاكات لا تحصى من طرف مليشيات طرابلس ومصراته وتواصل الإختطافات والإعتقالات خارج إطار القانون مثل إختطاف وزير النفط السابق العروسي من أمام منزله وتصاعد إبتزاز قادة المجموعات المسلحة المسيطرة على طرابلس ومؤسسات الدولة السيادية كمصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط . وكانت تسويات سابقة أشارت إلى حالة قلق يمر بها السراج بسبب ذلك الإبتزاز من جانب ورفض محافظ المصرف المركزي في عديد المناسبات صرف أموال لرئاسي السراج . وكذلك يواجه الرجل ضغوطات خارجية وانتقادات شديدة على علاقة بملف الهجرة غير الشرعية ، وكذلك اتهامات بإهدار المال العام وغياب العدل بين الأقاليم في توزيع عائدات النفط. على الطرف الثاني نجد حفتر ولئن يعتبر موقفه أفضل حالا من السراج بفضل تماسك مؤسسته العسكرية ووجود شخصيات قوية على رأسها موالية له مثل عبد السلام الحاسي وعون الفرجاني وونيس بوخمادة ...صقر الجروشي ، اضافة إلى أبنائه صدام وخالد كما ساهم تفعيل أجهزة الداخلية في إرساء الإستقرار ليس في برقة فحسب بل في عموم المناطق التي سيطر عليها الجيش.
هذا محليا أما دوليا فنجد أن المجتمع الدولي تراجع في دعم السراج لصالح حفتر ، صحيح وانه ثمة دول زادت من دعم السراج ونعني تحديدا تركيا لكن هذه الأخيرة بدورها تواجه ضغوطات دولية من الولايات المتحدة على صلة بموضوع تسلم منظومة الصواريخ إس 400 ومن الإتحاد الأوروبي على علاقة بالتنقيب عن الغاز في مياه قبرص . مع التنويه وان الدعم التركي للسراج تجاوز حدود الدعم والمساندة ليصبح تدخلا وخرقا لسيادة ليبيا عبر ارسال عسكريين وانشاء غرفة عمليات في طرابلس وهذا ما لم تفعله الدول الداعمة لحفتر مثل الجارة مصر التي أعلنت عدم تخليها عن حفتر لأنه يحارب الإرهاب والتطرف وتقدم له الدعم اللوجستي في سياق اتفاقات بين الطرفين.
اما فرنسا فدعمها تراجع للكرامة بعد واقعة سقوط المروحية الفرنسية في بنغازي ومقتل 3 من جنودها إلى جانب فرنسا في حين لم يتأكد دعم الإمارات العربية لحفتر رغم مزاعم جماعة الأخوان.