المتحدث باسم القيادة العامة بان ساعة الصفر لدخول طرابلس أضحت وشيكة ، فيما أعلنت دفاع الوفاق بان قواتها صدت محاولات تقدم قوات حفتر وأن طيران الوفاق نفذ طلعات قتالية ناجحة استهدف من خلالها تمركزات القوات المعتدية بحسب وصفها أي قيادة الوفاق.
هكذا تأكيدات و تصريحات من طرفي الاقتتال أصبحت معتادة للرأي العام المحلي والخارجي أما الواقع على الميدان فانه يؤكد بأنه لا طرف من أطراف الحرب نجح في حسم الأمر لفائدته وأن ملخص المستجدات العسكرية يمتد في تحركات عسكرية من قوات حفتر وتصدي قوات السراج . وكلما خشي طرف من خسارة موقع اوعز للطيران بالتدخل لاستهداف الطرف المقابل وإجباره على التراجع .
مأساة انسانية
إنسانيا تسببت الحرب في نزوح أكثر من مئة ألف مواطن من المناطق الواقعة على أطراف طرابلس واكتساح العائلات للمدارس و البناءات العامة . دخلت حرب طرابلس شهرها الرابع والمشهد مثلما هو فيما عجزت القبائل ومكونات المجتمع المدني والنخب السياسية في إسكات أصوات المدافع. كما عجزت الأمم المتحدة عن جمع أطراف الحرب على طاولة المفاوضات بسبب الانقسام الدولي وتمسك الفرقاء بشروطهم لوقف الاقتتال . وسط هذا الخلاف والصراع يخشى مراقبون من استغلال الجماعات الإرهابية سيما تنظيم داعش والقاعدة من اجل إعادة جمع مقاتليهم و بناء قواتهم بعد هزيمة الدواعش في بنغازي على يد قوات حفتر و في سرت على يد قوات حكومة الوفاق .
و رغم تلك الانجازات في محاربة الإرهاب لم يتم البناء عليها، بل وجدنا الوفاق تتهم حفتر باحتضان جماعات متطرفة وتسهل انتقالهم لغرب البلاد والعكس بالعكس إذ تتهم قيادة جيش حفتر قوات السراج باحتضان جماعات متطرفة. الى ذلك كشفت تقارير ترحيل إرهابيين من سوريا إلى غرب ليبيا جوا انطلاقا من تركيا، و هو ما ذكره الرئيس الروسي في قمة العشرين وأعاد التذكير به نائب مندوب روسيا بمجلس الأمن الدولي مطلع الأسبوع الفارط. تطورات ومستجدات زادت من مخاوف وقلق دول الجوار العربية لليبيا وبالذات الجارة الشرقية مصر ، محاربة الإرهاب كانت على طاولة مناقشات المصريين مع نائب الرئيس الأمريكي أين جرى استعراض الملف الليبي سيما في الجانب المتعلق بالإرهاب وأكد الجانب الأمريكي على ضرورة دعم التعاون العسكري والمعلوماتي مع الجيش المصري في التعاطي مع أزمات المنطقة .
في ظل استمرار الاقتتال والتشرذم في البلاد ماتزال فكرة إرسال قوة حفظ سلام قائمة وجرى طرح عدة أفكار في علاقته بالأمر .وتفيد التسريبات بان تلك القوة إن قدمت فسوف تتمركز مابين قوات حفتر وقوات الوفاق أي بين مدن الطوق للعاصمة وطرابلس .
الوطنية للنفط تفرض القوة القاهرة
في سياق غير ذي صلة وعلى خلفية غلق أهم صمامات تدفق النفط إلى مصفاة الزاوية بحقل الشرارة اكبر حقل نفطي في البلاد، أعلنت الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة بالحقل . تطورات قد تربك عمل المصفاة وتهدد بغلقها إن لم تنجح المساعي من العقلاء بإقناع من قاموا بغلق الصمامات بإعادة فتحها .
ويعتبر موضوع النفط إنتاجا وتصديرا من الخطوط الحمراء للقوى الكبرى وبالتحديد الولايات المتحدة وايطاليا تحاشيا لأية تداعيات على سوق النفط العالمي، وربما هذا ما جعل المراقبين المحليين يؤكدون بان حقل الشرارة سوف يعود إلى سالف إنتاجه قريبا .