وما تبع ذلك من عودة المؤتمر الوطني العام لمباشرة أعماله. إي انقلاب جماعة الإخوان على شرعية الانتخابات بمعنى أن الخلاف والانقسام بين إقليم طرابلس وإقليم برقة وانقسام مناطق إقليم فزان بين مؤيد لشق طرابلس وآخر لبرقة.
الظاهر تبعا لذلك ان الانقسام والخلاف هو بين حفتر والسراج في الواقع فيشهد معسكر كل من حفتر و السراج انقسامات وخلافات داخلية ، خلافات يحرص الطرفان أن تبقى خفية ، فيما يتعلق بصف وشق حفتر واضح أن العلاقة بين القائد العام للجيش والقائد الأعلى للجيش أي رئيس البرلمان ليست في أفضل حالاتها، بل أن التواصل انقطع تماما بين الرجلين إذ نلاحظ غياب عقيلة صالح عن ذكرى الاحتفال بعيد الكرامة وعن مناسبات تخريج دفعات طلبة الكليات العسكرية. وأشارت مصادر خاصة –بالمغرب- في هذا الإطار بان حفتر ذات مرة أعطى التعليمات للشرطة العسكرية بالقبض على احد ضباط غرفة العمليات لمجرد حصول مشادة كلامية بين احد أبناء حفتر وذلك الضابط في مقر رئاسة الأركان بالمرج . لكن رئيس الأركان الناظوري منع الشرطة العسكرية من تنفيذ الأمر داخل رئاسة الأركان وعند خروج ذلك الضابط جرى القبض عليه وبقي شهرين رهن الاحتجاز ولما بلغ الأمر عقيلة صالح تدخل وأمر النائب العام العسكري بالإفراج عن الضابط . وهو تصرف اغضب حفتر كثيرا وأضافت ذات المصادر بان صور الانقسام بين حفتر وعقيلة صالح تعددت لكنها بقيت طي السرية .
الخلافات داخل شق ومعسكر حفتر امتدت لتشهد ضباط كبارا على غرار المهدي البرغتي لكتيبة الدبابات المتحدث باسم الكرامة السابق الرائد حجازي و فرج البرعصي و غيرهم .
أما معسكر السراج الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين فلا يكاد يتسرب شيء عن الانقسامات بين مسؤولي الوفاق والمجلس الرئاسي، غير أن طيفا من المراقبين لفتوا إلى أن اندلاع المواجهات المسلحة بين مليشيات طرابلس ومصراته و الزنتان تعكس الخلافات فيما بينها. وكثيرا ما يؤدي الانقسام والخلاف بين مكونات معسكر الأخوان إلى اغتيالات وتصفيات جسدية واختطافات واحتجاز خارج إطار القانون . المحصلة أن الانقسام هو السمة البارزة للمشهد الراهن في ليبيا وفي هكذا حال كان من الطبيعي أن تواجه الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإقليمية عراقيل في طريق إنجاح أية مبادرة لحل الأزمة . لكن تلك المنظمات و الأمم المتحدة تعترف بان الخلافات بين مكونات برقة تعتبر إلى حد ما بسيطة وان ما يقرره حفتر تخضع له باقي الأطراف تقديرا للمصلحة العليا للوطن بينما يختلف الحال في طرابلس حيث لا يملك السراج القرار ، و الشواهد لا تحصى إذا أن إبرام اتفاقيات و قطع التزامات من طرف السراج يتخلى عنها بمجرد عودته إلى طرابلس .
واقع جعل المتابعين يؤكدون على أن أزمة ليبيا لن تعرف الحل إلا عبر حوارات محلية و مصالحة شاملة وترتيب البيت الداخلي في برقة وطرابلس و فزان ثم بعده في تلك الأقاليم مجتمعة ، و دون ذلك فليبيا تتجه رويدا رويدا نحو الحرب الأهلية والاقتتال حول طرابلس سوف لن يتوقف قريبا. هذا إذا لم تتطور الأمور إلى الأخطر من ذلك من خلال تمرد بعض القبائل المسلحة على سلطة الأمر الواقع .