الناشط السياسي الليبي حسام باش إمام عضو اللجنة التنفيذية للهيئة الطرابلسية لـ«المغرب»: الدول الكبرى ليست جادة في حل الأزمة الليبية لأن لها مصالحها الخاصة

• ليبيا تحولت الى ساحة لصراع محاور بين الدول المؤيدة لمشروع حفتر وبين الدول الداعمة لحكومة الوفاق

قال الناشط السياسي الليبي حسام باش إمام عضو اللجنة التنفيذية للهيئة الطرابلسية ان معركة طرابلس مصيرية واستراتيجية في مسار الأزمة الدائرة في ليبيا لأن خسارة حفتر لهذه المعركة ستؤدي الى فقدانه زمام الامور في برقة. واضاف في حديثه لـ«المغرب» ان الصراع في طرابلس تداخل بين المعطى الخارجي والداخلي القبلي مؤكدا ان هناك نعرة قبلية تتصاعد واشار الى ان الدول الكبرى ليست جادة في حل المشكلة الليبية فكل دولة لها مصالحها الخاصة.

• ما قراءتكم للوضع في ليبيا وما هي اخر المستجدات في طرابلس؟
الوضع في ليبيا معقد نوعا ما فهو عبارة عن صراع محلي بين قوى تنادي بالدولة المدنية والحكم الديمقراطي في غرب ليبيا وتمثلها طرابلس ومدن مصراتة والزاوية وغيرها ، وبين قوى تريد دولة فاشية عسكرية احتضنتها قبائل برقة في شرق ليبيا. هناك بعد اجتماعي في هذا الصراع يتلخص في الصراع الازلي بين البداوة والحضارة في ليبيا.
والمعلوم ان ليبيا تحولت الى ساحة لصراع المحاور بين الدول المؤيدة لمشروع حفتر مثل مصر السعودية الامارات اضافة الى فرنسا وبين تركيا وقطر التي تقف مع حكومة الوفاق. اما فيما يتعلق بآخر المستجدات فان قوات المتمردين تحاول في كل مرة التقدم نحو طرابلس ولكنها تصد بقوة وسلاح الطيران الذي يلعب دورا كبيرا في معركة طرابلس .
طرابلس تعيش في اغلب مناطقها حياة عادية وأهلها رافضين لحفتر لسببين الاول انهم لا يريدون تكرار نموذج القذافي الديكتاتوري والثاني انهم يعلمون ان هناك عامل جهوي ونعرة قبلية دعمت حفتر في شرق ليبيا.

• وماذا بعد دعوة الدول الكبرى الى ايقاف الحرب هل هناك عودة للمباحثات؟
الدول الكبرى او ما يعرف بالمجتمع الدولي ليست جادة في حل المشكلة الليبية فكل دولة لها مصالحها الخاصة ، والى حد هذه اللحظة لم يتفقوا على سياسة فاعلة لتطبيقها ولهذا هم عاجزون حتى على اصدار بيان يلزم القوات المعتدية على الانسحاب من اقليم طرابلس.

• ماذا يملك حفتر من اوراق سياسية وعسكرية؟
حفتر يملك قاعدة تأييد رئيسية في الشرق الليبي واهم اهداف داعميه هو ايقاف موجة الديمقراطية و»الربيع العربي» . حفتر في حد ذاته ليس سياسيا ولهذا لجأ للقوة للسيطرة على طرابلس وتم صد مشروعه . ومن المرجح انه ان تم طرده نهائيا من اقليم طرابلس سيفقد زمام الامور في برقة التي حكمها الآن بالحديد والنار .

• كيف هي موازين القوى اليوم في ليبيا؟
من ناحية نستطيع ان نقول ان مشروع حفتر للاستيلاء على العاصمة ثم حكم ليبيا قد فشل. اما من ناحية اخرى فلا تزال بقايا قواته والمتمثلة في ميليشيات من قبيلة ترهونة المناصرة لحفتر وبعض المرتزقة السودانيين من الجنجاويد. هذه القوات المتمركزة في ترهونة وجنوب شرق طرابلس تشكل قلقا لطرابلس وقوات حكومة الوفاق ما لم يتم القضاء عليها نهائيا ، ومن الجدير بالذكر أن حفتر بعد إن خسر مدينة غريان وبعض إن إستنفذت أو هربت أكثر قواته القادمة من شرق ليبيا وخصوصا من مدينة أجدابيا ، لم يتبق له إلا ميليشيات قبيلة ترهونة المعروفة بالكانيات والذين يستميتون في الدفاع على مواقعه خوفا من إقتحام ترهونة في نهاية المطاف من قوات الوفاق . هناك معارك كر وفر الآن وموازين القوى العسكرية مائلة لحكومة الوفاق، ولكن وقف إطلاق النار الآن سيكون هدية لقوات حفتر لأنه سيحسن موقفه التفاوضي في أي مفاوضات مقبلة، خصوصا أن القوات التابعة له ترابط غير بعيد عن مدينة طرابلس ولهذا فان حكومة الوفاق وقواته العسكرية مدركة هذا جيدا وهي تستميت ايضا لطرد قوات حفتر من ترهونة .وعندها فقط نستطيع ان نقول ان خطر حفتر أبعد تماما عن طرابلس ، اما الموقف الدولي فهو متردد ويعمل على إضعاف الطرفين في حرب الاستنزاف هذه ليستطيع في النهاية أن يفرض حلوله على الليبيين .

• وأيضا ما رأيكم في الافراج عن البغدادي المحمودي؟
الإفراج عن البغدادي أحد السياسات الخاطئة التي ينتهجها المجلس الرئاسي . فهناك مطالب بعدالة انتقالية ومحاكمات عادلة لاعوان القذافي وهذا لن يحل بالافراج الصحي بل سيزيد الامور تعقيدا . وقد اعترضت عدة مدن وقوة 17 فبراير في الغرب الليبي على هذا الافراج حتى تتم محاكمة البغدادي وتعرف الحقيقة . وتكشف الجرائم في عهد القذافي. واثناء الثورة كان الرجل متورطا في جرائم ضد ابناء زوارة باعترافه بنفسه. ولهذا فان هناك غضبا شعبيا في مدينة زوارة ولجأ ابناؤها الى اغلاق الطريق الساحلي احتجاجا على قرار الافراج عن البغدادي وتضامنت معها مدن اخرى لذلك فان الافراج لن يزيد الامور الا تعقيدا في ليبيا ويربك عملية العدالة الانتقالية على أسس سليمة وقانونية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115