محملا برسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي . واكد في حوار خاص لـ «المغرب» ان رسالة الرئيس الفلسطيني تتطرق الى التطورات السياسية الراهنة والى دور تونس باعتبارها تترأس القمة العربية اضافة الى عضويتها في مجلس الامن ابتداء من العام القادم مع كل ما يحمله ذلك من اعباء هامة ليس فقط على مستوى دعم القضية الفلسطينية انما ايضا للنهوض بدور مجلس الامن بحماية السلم والاستقرار في العالم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وتطرق مجدلاني ايضا الى الاوضاع في فلسطين بعد الهجمة الاسرائيلية على المنازل الفلسطينية في اطار تهويد القدس وعن مخاطر صفقة القرن وفشل مؤتمر البحرين وفيما يلي نص الحوار .
• في أي اطار تأتي زيارتكم الى تونس واين وصل التعاون التونسي الفلسطيني؟
تمت زيارتي الى تونس بدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية الاخ والصديق محمد طرابلسي والهدف الرئيسي هو توقيع مذكرة تفاهم لتطوير العلاقات الثنائية بين الوزارتين وفي اطار السعي لتبادل الخبرات والمعرفة في المجالات المختلفة . وكان هناك توقيع اتفاقيات ثنائية في اطار وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل عندما كنت وزيرا للعمل ايضا وكان هناك تطبيق مهم للاتفاقيات. واليوم وقعنا اتفاقية جديدة وهي عنصر أساسي لتعزيز العلاقات وتبادل الخبرات . استفدنا كثيرا من الخبرات التونسية في الوزارات المختلفة. فالتجربة التونسية في اطار بناء المؤسسات الوطنية هامة وما تزال العلاقات بين بلدينا متطورة ونعتقد ان توثيق العلاقات الثنائية في مختلف الاختصاصات امر في غاية الاهمية من جهة، ومن جهة اخرى فان هذه الزيارة من شأنها ان تمهد لاجتماعات في المستقبل على المستوى الوزاري بين البلدين لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية ، خاصة ان هناك قرارا من المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لإنهاء المرحلة الانتقالية وفك الارتباط مع الاقتصاد الاسرائيلي. ونحن نسعى لتعزيز علاقاتنا وتعميقها مع العمق العربي في كل المجالات وخاصة التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري . ايضا اثناء زيارتي نقلت رسالة من الرئيس محمود عباس الى الرئيس الباجي قائد السبسي وتم استقبالي في القصر الجمهوري من قبل المستشار الاول للرئيس السيد القروي الشابي اول امس . والحقيقة كان لقاء مهما نقلنا فيه رسالة الرئيس حول التطورات السياسية الراهنة وعن دور تونس باعتبارها تترأس القمة العربية ومطلع العام القادم ستكون تونس في مجلس الامن وهذا يحمل هذا البلد اعباء هامة ليس فقط على مستوى دعم القضية الفلسطينية انما ايضا على مستوى النهوض بدور مجلس الامن بحماية السلم والاستقرار في العالم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والتي تسعى العديد من الدول الى ان تستبعد قرارات الشرعية الدولية بقوانينها وقراراتها .
• ما اسباب الهجمة الاسرائيلية المتصاعدة لهدم المنازل الفلسطينية وكيف سيكون الرد؟
ان حملة المجزرة الجماعية للبيوت والمساكن الفلسطينية في المناطق «أ « هي جزء من حملة التطهير العرقي التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية وهذا جزء من سياساتها لتغيير الوضع الديمغرافي في مدينة القدس ومحيطها . وايضا توقيت هذه الحملة والهدم الجماعي استهدف شققا سكنية في 16 بناية وليس معزولا عن الحملة الانتخابية التي تجري والسباق المحموم ما بين الاحزاب اليمينية لمن يبدو اكثر تطرفا بحق الفلسطينيين . ونتنياهو يعتقد انه مع هدم كل منزل سوف يكسب المزيد من الاصوات ويحصد المزيد من المقاعد النيابية. ونحن في الواقع سنخوض معركة الدفاع عن شعبنا كما نخوضها دائما على كل المستويات سواء المواجهة على الأرض والميدان او سيكون ذلك من خلال اضافة ملف للمحكمة الجنائية ملحق لملف الاستيطان. واليوم نتوجه لمجلس الامن رغم علمنا المسبق بان الولايات المتحدة الامريكية سوف تعطل اي اجراء او اي قرار في مجلس الامن لصالح اسرائيل وحماية للإجراءات التعسفية والعنصرية .
• فيما يتعلق بمؤتمر البحرين فما قراءتكم له خاصة في ظل المحاولات الامريكية لفرض «صفقة القرن» على الفلسطينيين؟
هذا المؤتمر ولد ميتا وهو خالي المضمون وضعيف المشاركة وبائس في النتائج ، بالتالي نحن كسبنا جولة في هذه المعركة واحبطنا هذا المشروع منذ بدايته ولكن المعركة لا تزال مستمرة والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل سوف تلجأ الى وسائل واشكال اخرى لتمرير صفقة التصفية للقضية الفلسطينية . صحيح هذا المؤتمر فشل في تحقيق اهدافه واولها تحقيق تحالف اقليمي بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة اسرائيل وبعض البلدان العربية لاحتواء ومواجهة النفوذ الايراني في المنطقة والامر الثاني هو تمرير حل اقتصادي يطيل أمد الاحلال ويحسن من شروط وظروف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي ولا ينهي الاحتلال . هذا المشروع او المخطط قد فشل الآن وربما تكون هناك محاولات اخرى لكن القناعة التي توفرت لدى الولايات المتحدة الامريكية والاطراف الاخرى ان لا حل دون الفلسطينيين والفيتو الفلسطيني قادر على احباط اي مسعى دون مشاركة الفلسطينيين ودون تحقيق طموحاتهم واهدافهم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جوان وعاصمتها القدس الشريف. بدون ذلك لن يكون هناك اي حل ولا سلم ولا استقرار في المنطقة .
• ما هو مستقبل الدولة الفلسطينية في ظل كل هذه المخططات؟
بالرغم من كل الظروف التي نواجهها من حصار اقتصادي ومالي وضغوطات اقتصادية وابتزز سياسي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل للسطو على الاموال الفلسطينية واضعاف وتهشيم مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، رغم كل ذلك فان الشعب الفلسطيني صامد وملتف حول قيادته الشرعية ويدعم الموقف الوطني الذي اتخذته هذه القيادة ويقف الى جانبها رغم كل الظروف الصعبة. ونحن نقول لكل للأخوة في تونس ان القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن يرفعوا الراية البيضاء وسيستمر الفلسطيني في صموده حتى احباط وهزيمة هذا المشروع . ونحن واثقون تماما من اننا سنكسب هذه المعركة وصولا الى تحقيق اهداف شعبنا بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.