وتأثيراتها الميدانية والإقليمية. وجاء الإعلان على لسان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بمناسبة ذكرى حرب «تموز «عام 2006 التي دارت بين كيان «اسرائيل» وحزب الله في لبنان.
لم يكن خطاب نصر الله أمس الأول مفاجئا حيث أكد فيه أمين عام حزب الله أنّ «الدولة السورية تتعافى وتبسط سلطتها، ولا عودة للوراء في سوريا».وأضاف «مازلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها في سوريا لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي».
وبين نصر الله أسباب تقليل عدد عناصر حزب الله في سوريا «مرتبط بأسباب تكتيكية وأمنية وليس بالعقوبات التي تعرضت لها الجماعة». ولئن اعتبر متابعون ان العقوبات الأخيرة التي تفرضها أمريكا والدول الأوروبية ضد الحزب كانت سببا من أسباب هذا التقليص الاّ أن شقا آخر يؤكد أنّ تقليل جنود حزب الله في سوريا هو أيضا دفع للعملية السياسية في سوريا خاصة وسط الاشتراطات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية للمضي في تسوية سياسية مع نظام الأسد ومن أهمّها تقليل الوجود العسكري الخارجي في سوريا ومن بينهم حزب الله وإيران وروسيا .
وعلى امتداد عقود يمثل الدور العسكري الذي يلعبه حزب الله وباقي الأطراف الداعمة لنظام الأسد على ارض المعركة في سوريا، يمثل أرقا كبيرا للجانب الأمريكي وحلفائه في المنطقة العربية «اسرائيل» ودول الخليج بصفة خاصة .وتخشى أمريكا تزايد نفوذ محور المقاومة ممثلا في حزب الله وإيران خشية على امن واستقرار حليفتها المدللة «اسرائيل». وفي نفس المقابلة التي نشرت امس الأول هدد حسن نصر الله بقصف «إسرائيل» في حال اندلعت حرب أمريكية ضد إيران.
ادوار خارجية في سوريا
وتعتبر الأزمة السورية ودور كل من إيران وحزب الله فيها من أهم نقاط ضعف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وانّ التحالف الروسي السوري ومشاركة إيران ومن بعدها حزب الله في المعادلة السورية وإلقاء هذه الأطراف بثقلها على الميدان، زادت من هلع «إسرائيل» وخوفها على مستقبلها في المنطقة. ولعل اعتراف أمريكا بـ«سلطة اسرائيل» الزائفة على
الجولان كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت المنطقة قابلة للانفجار في أية لحظة خاصة بعد الرفض السوري العربي للقرار المجحف الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية في إطار سياستها العمياء الداعمة للكيان الصهيوني .
يشار إلى أن الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على نائبين تابعين لحزب الله وهو ما اعتبرته لبنان إساءة لمجلس النواب اللبناني والمؤسسات اللبنانية.وفي شأن آخر، استبعد نصر الله نشوب حرب بين الولايات المتّحدة وإيران، التي تدعم حزب الله، قائلا إنّ الطرفين قد يعملان على احتواء أي تدهور من شأنه أن يؤدّي إلى مواجهة بينهما.ونفى حزب الله أن يكون هناك أي اشتباكات بين القوات الإيرانية والقوات الروسيّة داخل سوريا.
وتمثّل قوات حزب الله المُتمركزة في سوريا والداعمة لنظام بشار الأسد ثقلا كبيرا على مستوى الحرب السورية إلى جانب القوّات الإيرانيّة والروسية الفاعلة في المعادلة السورية ، ويرى مراقبون أنّ تطورات عسكرية قد تشنّها أمريكا ضد طهران في المنطقة ستلهب جبهات القتال المتعدّدة التي تبسط فيها إيران وأذرعها العسكرية نفوذها فيها مايجعل قرار شنّ أي تحرّك عسكري محكوما بعدة شروط ورهانات .