قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في نيامي: دعوة للتسريع بعقد المؤتمر الليبي الجامع ووقف الحرب و حماية المدنيين

هيمنت تطورات أزمة ليبيا و السودان على أشغال قمة الاتحاد الإفريقي ال33 التي انعقدت قبل ايام في عاصمة النيجر نيامي بحضور 50 من قادة القارة السمراء،

وعوض مناقشة موضوع تركيز منطقة للتبادل الحر بين الدول المعنية كما كان مقررا ، فقد جرى التركيز على ملفي ليبيا والسودان .

ففي كلمة رئيس الدورة الحالية للاتحاد شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة الحد من تدفق السلاح إلى ليبيا ووقف التدخلات الخارجية ودعم جهود محاربة الإرهاب، في وقت كان لانتشار السلاح وإرسال المقاتلين إلى ليبيا دور كبير في تقوية الجماعات الإرهابيّة في منطقة دول الساحل «محمد ايسوفو» رئيس النيجر طالب في هذا السياق بإنشاء قوة عسكرية افريقية في شكل تحالف لمحاربة الإرهاب في تلك المنطقة .معلوم بان حكومة الوفاق المعترف بها دوليا شاركت في قمة نيامي بوفد رفيع المستوى ممثلا في شخص فائز السراج ووزير خارجيته محمد الطاهر سيالة . وقالت مصادر من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ان السراج التقى على هامش القمة الإفريقية بعدد من القادة الأفارقة بينهم رئيس تشاد وجنوب إفريقيا، وأضافت أن السراج جدد رغبته في وقف الحرب حول طرابلس وانسحاب قوات حفتر وعودتها إلى مناطق شرق ليبيا .

كما ذكر السراج سواء لمخاطبيه أو عند إلقاء كلمته أمام القادة الأفارقة بالتزام حكومة الوفاق بحماية المدنيين والمهاجرين غير النظاميين داخل مراكز الاحتجاز محليا قامت مساعدة غسان سلامة للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز بزيارة إلى مدن برقة قادتها إلى البيضاء ،بنغازي،شحات ودرنة أين التقت عمداء البلديات وممثلين عن المجتمع المدني سلسلة زيارات ميدانية كانت شملت مدن الغرب الليبي وأيضا الجنوب .

وتعمل مساعدة المبعوث الاممي على الاستماع لأكبر شريحة ممكنة من الليبيين ورؤيتهم للحل لنقلها إلى رئيس البعثة الأممية ليقوم بدوره بتضمينها ضمن إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي مرة ثانية تأمل الأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وبعثته لدى ليبيا في عقد المؤتمر الوطني الجامع بعد ما فشلت في عقده في منتصف افريل الفارط بسبب الهجوم العسكري المفاجئ لقوات حفتر على طرابلس .والذي عرقل مسار التسوية السياسية وحول أصداء زيارات ستيفاني ويليامز الميدانية قال نشطاء سياسيون من مختلف أقاليم ليبيا بان الأخيرة تحظى بقبول لدى القوى المؤثرة في اغلب تلك الأقاليم عكس رئيس البعثة غسان سلامة الذي يتهمه كل طرف من أطراف الأزمة بالانحياز للطرف الآخر .حيث ظهرت مؤخرا عدة أصوات تطالب بإقالته والحال أن سلامة ليس سوى وسيط دولي نجاحه أو فشله يتوقف بنسبة كبيرة على مدى تعاون الأطراف المحلية والدولية ودون ذلك لن يمكن لأي وسيط دولي تحقيق الحل سواء غسان سلامة أو غيره .

رهانات وانتظارات
في ظل جمود العمليات العسكرية وعجز قوات حكومة السراج عن تحقيق الحسم لصالحها وفشل مقابل لقوات حفتر في إحراز تقدم على الأرض، وفي ظل تعثر المسار السياسي وتتالي انتكاساته وحجم التحديات المحدقة بالبلاد، مازال شق كبير من الليبيين يراهنون على المبادرات الجدية سواء من دول الجوار والأقاليم من اجل جمع الفرقاء على كلمة واحدة .وسبق للرئيس الباجي قايد السبسي ان طرح مبادرة دعمتها الدول المغاربية لكن لم تحقق المطلوب وطيلة الفترة السابقة نشطت الدبلوماسية التونسية كثيرا لكن النتائج ظلت دون المتوقع، وخلال القمة الإفريقية التي أنتهت أشغالها أمس الأول في نيامي طالب وزير خارجية الجزائر باعتماد خارطة طريق جديدة لإنهاء الأزمة .

ورغم ذلك فشل المبادرات المطروحة لعدة أسباب سواء تلك المتعلقة بمضمون المبادرة ذاتها أو بسبب عناد بعض أطراف الأزمة، رغم ذلك يرى طيف من الساسة داخل ليبيا بان التقارب الأمريكي –الروسي حول الملف الليبي يمكن أن تنتج عنه مبادرة روسية تسرع بالحل السلمي .الليبيون قد يتفقون ويقبلون مثلا مبادرة من دولة الكويت فحياد الكويت ليس من أزمة ليبيا فحسب بل من أزمات المنطقة لا يختلف حوله عاقلان . وقد سبق لأمير دولة الكويت ان التقى السراج وعقيلة صالح، ومن جانبه استقبل رئيس البرلمان الكويتي نظيره الليبي وعملت الدبلوماسية الكويتية لفترة على ترتيب لقاء بين حفتر والسراج ولفت النشطاء السياسيون إلى أن نجاح مبادرة من الكويت شأن المبادرات السابقة نجاحها يبقى رهين محتواها و مدى دعم الدول المؤثرة في الأزمة الليبية من حيث المضمون لا احد يشك في خبرة الدبلوماسية الكويتية في طرح مبادرات لحل هكذا أزمات كذلك فدول الإقليم بما فيها تركيا السباقة لإيجاد موصىء قدم في شمال إفريقيا لن ترفض أي مبادرة تضمن مصالح حلفائها المحليين . الجدير بالتنويه بان الخارجية الكويتية تعمل حاليا على إعادة فتح سفارتها في طرابلس وتنمية العلاقات بين البلدين .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115