مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين وإصابة 21 آخرين.ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات ميدانية وسياسية هامة سواء في الداخل السوري أو على صعيد الإقليم والحرب الدولية ضدّ ايران.
وقال الجيش السوري إنّ الدفاعات الجوية تصدّت للهجوم الذي شُن من المجال الجوي اللبناني.يشار إلى أنّ اسرائيل شنّت منذ سنوات مئات الغارات الجوية ضدّ مواقع النظام السوري.ويرى مراقبون أنّ لكل غارة تشنها اسرائيل ضدّ الأراضي السورية هدف وأبعاد متعددة اما قريبة او بعيدة المدى .
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خليفة عبد القادر لـ»المغرب’’ أنّ الغارات الإسرائيلية المتكررة تستهدف تحويل عملياتها في سوريا إلى حالة صيرورة عسكرية اذا صح التعبير ، وإلى إبقاء ذراع سلاح الجو «الإسرائيلي» نشيطا في أجواء المنطقة بما يحقق إفشال ظهور أو تكوين اي مقاومة عبر الأراضي السورية شبيهة بالمقاومة في جنوب لبنان.
وتابع الكاتب السوري أنّ الجديد هذه المرة هو استهداف المناطق السكنيّة في ريف دمشق الجنوبي وفي حمص ، والهدف هو إدخال عامل الرأي العام في المعادلة لجهة إثارة الوجود الإيراني خصوصا عبر المدنيين ولاحقا تكوين جماعات ضغط في هذا المجال.
ابعاد خفية ومعلنة
وبخصوص الهدف وتوقيت هذه الغارات أجاب محدّثنا أنّ هذا العدوان لم يستهدف اي قوات إيرانيّة ، لكن هدفه إبقاء وتصعيد حالة التوتر ، خصوصا أنّ مؤتمر القدس لرؤساء أركان أمريكا وروسيا و«إسرائيل» لم يحقق غاياته المرجوة «اسرائيليا» وأهمّها إخراج القوات الايرانية وقوات حزب الله من سوريا نهائيا.
اما فيما يتعلق بالرد السوري فقال خليفة «في ظروف انشغال الجيش السوري في معارك ادلب وريف حماه ، سيبقى توقيت الرد خاضعا لحسابات ميدانية بحتة ومؤجلا ، لكن الرد لن يبقى بعيدا عن ذهن القيادة السياسية والعسكرية وقد نشهده في توقيت مناسب يحسب حسابا لتطوّرات يمكن التعامل معها اذا انزلقت الأمور نحو حرب مع الكيان الصهيوني بحيث لا يسبّب تشتت القوات السورية بين جبهة الشمال وجبهة الجنوب خصوصا أنّ تركيا حاليا تدخل بثقلها في محاولة فرملة اندفاع القوات السورية لتحرير ‘’إدلب’’ بالكامل ولا تتباطأ حتى في مشاركة القوات التركية احيانا من تمرير السلاح والمسلحين إلى حشد قواتها البرية وحتى القصف المدفعي لنقاط للجيش السوري « وفق تعبيره .
وبخصوص التصعيد التركي الأخير والأنباء عن قرب معركة «ادلب» أكد محدثنا أنّ القوات السورية تسعى إلى استنزاف تنظيم جبهة النصرة والذي بات يضم تحت قيادته الفصائل الإرهابية في إدلب وهذا تم برعاية تركية ، هذا الاستنزاف يهدف إلى أضعاف مقاومة الفصائل الارهابيّة على الأرض من خلال تكبيدها الخسائر البشرية والعمل على استهداف قيادات الصف الأول ، ومن خلال ضرب تحصيناتها ، وهذا الأسلوب اتبع في الريف الشرقي لدمشق مع العلم ان مكونات تلك الفصائل هي من مناطق ريف دمشق الشرقي والذين رحلوا منها إلى «ادلب». كل ذلك يندرج تحت بند التحضير لعملية انقضاض يحدد توقيتها القادة العسكريون تبعا للتطورات الميدانية وربما التفاهمات الإقليمية.