مع عودة الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح: العراق بين تحديات الداخل والخارج

عاش العراق خلال اليومين الماضيين على وقع المظاهرات المنددة بالفساد الاداري والسياسي المستفحل . اذ لا تكاد البلاد تخرج من

ازمة حتى تدخل في دائرة من الازمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية ...وتظاهر اول امس مئات الشبان أمام منزل رئيس مجلس محافظة البصرة واتهموا رئيس مجلس المحافظة والإدارة المحلية في البصرة بالفساد وسوء الإدارة والتقصير في تقديم الخدمات .

وتعد البصرة هي مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل عام وامتدت الى محافظات وسط وجنوبي البلاد ، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وفرص العمل ومحاربة الفساد.

وتزامن هذا الحراك الشعبي مع عودة موجة العمليات الارهابية وذلك بعد الاستقرار النسبي الذي عاشته البلاد خلال المدة الاخيرة بعد القضاء على داعش الارهابي . فقد استهدف هذا التنظيم الارهابي امس مجددا دورية امن شمالي العراق في منطقة الفرحاتية غرب قضاء بلد جنوب صلاح الدين .وتمكن الارهابيون من تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين ‎ في المدة الاخيرة . وتؤكد عديد التقارير ان هذا التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في ارجاء البلاد ويستخدم اسلوب حرب العصابات من اجل استنزاف الدولة العراقية . وتلقي هذه الهجمات وعودة الخطر الارهابي على الوضع في بلاد الرافدين التي تعاني من ازمة سياسية حادة بسبب المحاصصة الطائفية .

وقال الباحث العراقي قاسم آل جابر في حديثه لـ«المغرب» بان الوضع في العراق معقد جدا ولعدة اسباب اولها الفساد الاداري والمحاصصة وفشل الحكومة في تنفيذ وعودها وبرنامجها الإصلاحي والخدماتي وحتى السياسي مما ادى الى نقص الخدمات وتردي واقع الكهرباء وزيادة ساعات القطع . وتوقع الباحث العراقي خروج تظاهرات اخرى في الايام القادمة تطالب الحكومة بالاستقالة وتغيير مفوضية الانتخابات مؤكدا ان جويلية سيكون شهرا ساخنا ولن يمر دون تصعيد امني وسياسي خطيرين.

وقال :«نحن في العراق مرتبطون بحدود دولية طويلة جدة مع دول فيها مشاكل امنية وسياسية ايضا مثل السعودية وسوريا وتركيا وإيران. ونحن في وسط حلبة الصراع الاقليمي اضافة الى ذلك التهديدات الأمريكية الايرانية في مياه الخليج ومضيق هرمز وعلى الحدود البحرية والبرية والقواعد الامريكية في الخليج وفي العراق والتحدي الايراني . وقال :«الوضع محرج جدا ولا يمكن التكهن بالنتائج المترتبة على ذلك ربما ايران تراهن على الوقت حتى الإنتخابات الأمريكية القادمة في حين تستمر أمريكا في حلب دول الخليج مقابل حمايتهم من البعبع الايراني المفترض».

اما عن مآل التصعيد الايراني الامريكي وتأثيره على الوضع في العراق والمنطقة اجاب بالقول :«ايران دولة قوية تمتلك قوة صاروخية وبحرية لا يمكن الاستهانة بها وامريكا تمتلك تكنولوجيا متطورة جدا وستكون المنطقة العربية حطام هذه الحرب». مضيفا ان اندلاع حرب امر وارد جدا وقد بدأت بالفعل عبر ضرب ناقلات النفط واستهداف المنشآت النفطية في السعودية والعراق وضرب السفارة الامريكية في بغداد واسقاط طائرة الاستطلاع الامريكية العملاقة وتسليم اجزاء منها للروس مضيفا بان ما يحدث هو حرب لكن المستفيد الوحيد منها هي أمريكا فقط . وأشار الى ان ايران غير راغبة بالحرب لكن اذا فرضت عليها مع استمرار الحصار الإقتصادي فلن تستمر في هذا المناورة. .ان اشتعال حرب في المنطقة سيمس دول المنطقة برمتها وخاصة الخليجية منها وسترتفع اسعار النفط مما يؤثر على الامدادات النفطية لأوروبا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115