من إيرادات النفط. تهديد سبق للقيادة العامة للجيش أن لوحت به والسؤال المطروح ،هل بإمكان سلطات برقة فعلا تنفيذ تلك التهديدات ثم لماذا جاء ت هكذا تهديدات الان رغم أن الجيش الذي يقوده حفتر يسيطر على النفط إنتاجا وتصديرا منذ سنوات .
بداية لابد من الإشارة إلى أن أهالي برقة لا يكادون يحصلون على شيء من عائدات النفط مقارنة بطرابلس غرب البلاد . كما أن الجيش الذي حارب الإرهاب لا يحصل هو الآخر حتى على رواتب جنوده وضباطه وهذا ما نقله حفتر إلى الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى باريس .غسان سلامة بدوره يدرك هذه الحقائق ويدرك أن إيرادات النفط لا توزع بعدل بين أقاليم ليبيا . و يرى مراقبون بان التلويح بوقف تصدير النفط يهدف الى الضغط على المجتمع الدولي دائمة العضوية بمجلس الأمن . لكن تحويل التهديد إلى واقع غير ممكن لوجود شركاء أجانب سواء في الإنتاج أو التصدير ، شركاء يمثلون شركات نفطية من ست دول غربية بينها الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الأخيرة لن تسمح لأي طرف مهما كانت قوته بالسيطرة على امدادات النفط .
ويتوقع متابعون ان ينتج عن الجلسة القادمة لمجلس الأمن في جزئها المتعلق بأزمة ليبيا توصيات أو قرارات على علاقة بمراقبة صرف عائدات النفط .كنوع من الضغط على المجموعات المسلحة المتشددة في طرابلس لترضخ لقرار وقف إطلاق النار غير المشروط . مجموعات مازالت مصممة على أن يكون قرار وقف الحرب على أطراف طرابلس مرتبطا بعودة قوات الجيش إلى قواعد انطلاقها ، وهذا لم تقبله القيادة العامة للجيش .
الرفض المتبادل حول طبيعة أي قرار مرتقب لوقف الاقتتال معناه ان كل طرف من طرفي الحرب لا يرى نفسه إلا منتصرا في الميدان . و هذا أمر خطير للغاية فهو أولا يعني أن كلا الطرفين لايهتم بسلامة المدنيين ولا أملاك العامة والخاصة وان كل طرف يسعى إلى إقصاء الأخر بل وسحقه .
انتهاكات فظيعة
ان هذا التقلب والعناد سواء لدى المجموعات المسلحة او حتى اطراف من الجيش لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة لأهالي طرابلس ومصراته التي تنحدر منها اغلب الميليشيات المسلحة . فما يجري على طرابلس فظيع إذ أكدت تقارير أمريكية تجنيد الميليشيات للأطفال والمهاجرين بالتنكيل بجثث القتلى . انتهاكات بالجملة لازمت حيالها الجنائية الدولية الصمت و كذلك المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان .
وفي اطار التشريع بإعادة الفرقاء للمسار السياسي، كثّف الاتحاد الإفريقي ممثل موسى حقي مساعيه لبحث رؤية الاتحاد الإفريقي للحل . ويجمع المراقبون على أن هشاشة الاتفاق السياسي وعدم جدية الدول الكبرى في تنفيذه وأن المبعوث الاممي في وضع لا يحسد عليه ففي حال مددت له الأمم المتحدة في مهمته على رأس البعثة فسوف يطلب صلاحيات أوسع على علاقة بملف النفط أما إذا لم يحصل التمديد فان سلامة سيغادر البعثة ليأتي مبعوث آخر .
اجتماع 5+5 في مرسيليا
على صعيد آخر، وبحضور وزير خارجية حكومة الوفاق طارق سيالة احتضنت مدينة مرسيليا الفرنسية اجتماع مجموعة 5+5لدول شمال وجنوب المتوسط. حيث جرى بحث ملفات الهجرة غير الشرعية ، الإرهاب . وفيما يتعلق بأزمة ليبيا أجمع وزراء خارجية مجموعة 5+5 على ضرورة وقف الحرب واستئناف الحوار تمهيدا لبعث حكومة موحدة وإجراء الانتخابات. وكانت مجموعة الاتصال الايطالية –الفرنسية أنهت أعمالها بهدف توحيد الموقف الثنائي للبلدين من الأزمة الليبية .
من جهة ثانية أكدت مصادر دبلوماسية مصرية عقد اجتماع بين القاهرة وموسكو لبحث آخر تطورات الملف الليبي .
الجدير بالملاحظة أن مصر أعلنت صراحة وعلى لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم الجيش الليبي الذي يقوده حفتر في الحرب على الإرهاب وفي حربه على المجموعات المسلحة في طرابلس كان ذلك خلال استقبال السيسي لرئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح بينما تعمل موسكو على انجاز مصالحة وطنية شاملة في ليبيا وتنظيم انتخابات عامة .
وبالعودة لاجتماع مجموعة 5+5 أكدت مصادر من خارجية الوفاق اصطحاب وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة لممثلين بالمجتمع المدني لطرح رؤيتهم وتصورهم للملفات المطروحة على الاجتماع .