للحديث بقية: وفاة محمد مرسي في قفص الاتهام لحظة حساسة في تاريخ مصر

في ركن صغير من اصداء المحاكم وببضعة سطور تناولت الصحف المصرية خبر موت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ،

في حين طغى الحدث على اهتمام وسائل الاعلام الاجنبية التي خصصت الحيز الاهم من صفحاتها للحديث عن هذا الرجل وحيثيات سجنه ووفاته المسترابة. واعتبر شق واسع من المعارضين لنظام الحكم في مصر ان موته داخل قفص الاتهام اثناء محاكمته هو بمثابة اغتيال سياسي كامل الاركان . 

والمفارقة انه في مثل هذا الشهر قبل اعوام فاز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بـ 51,73 بالمئة من أصوات المشاركين في الانتخابات الرئاسية، وانتخب كأول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر.. وفي الثالث من جويلية من عام 2013، أطاح الجيش بمرسي عقب مظاهرات ضخمة طالبت برحيله احتجاجا على تفرد الإسلاميين بالسلطة وبسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتخللت تلك الفترة فصول كثيرة من الاعتقالات والمداهمات التي قتل فيها اكثر من 1400 شخص . وكان مرسي موقوفا مع جملة من قيادات الاخوان بتهم من بينها التخابر مع حماس في حين صنفت الحكومة المصرية الاخوان جماعة ارهابية. والمفارقة انه في نفس الشهر يغادر مرسي الحياة ويسقط مغميا عليه داخل زنزانة المحكمة ما دفع جماعة الإخوان المسلمين الى نشر بيان في اسطنبول متهمة السلطات المصرية بـ«القتل البطيء» . ودفن الرئيس المصري السابق دون تشييع في القاهرة . واحدث موته صدمة وجدلا واسعا في صفوف المصريين في حين من المتوقع ان يزيد هذا الحدث من الضغوطات التي تتعرض لها السلطات المصرية بشأن سجل حقوق الانسان وأوضاع السجناء والمعتقلين السياسيين في ارض الكنانة .

لقد تناقل البعض من معارضي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خبر الوفاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتهم المرشح الرئاسي اليساري السابق حمدين صباحي . في حين قدم حلفاء الرئيس المصري المعزول وعلى رأسهم الرئيس التركي وامير قطر وحركة حماس تعازيهم كما قدمت ايران تعازيها في وفاة مرسي للشعب المصري .
والمفارقة ان جل قيادات الحركة الاخوانية التي تأسست في مارس من عام 1928 على يد حسن البنا كان مصيرهم الموت داخل السجن او الاغتيال مثل سيد قطب الذي يعد من منظري فكر الجماعة وحكم عليه بالإعدام في اوت من عام 1966.
ان موت مرسي لا يعني طي صفحة الاخوان المسلمين او انتهاء الصراع بين الاسلاميين والنظام المصري، ولكنه يمثل لحظة حساسة في تاريخ البلاد الحديث. فقد اتهمت جماعة الاخوان بالعنف ضد معارضيها ولكن مجابهة العنف بالعنف لم تؤد إلا الى المزيد من نزيف الدماء ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115